المتحف اليوناني .. قصة حضارة «سكندرية»

  • 9/17/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يستوعب المتحف اليوناني بالإسكندرية، ما يزيد على 4 آلاف قطعة أثرية، يرجع تاريخها إلى حقب تاريخية مختلفة، ما يجعله بحق ملتقى للحضارات الإنسانية العريقة، خصوصاً تلك التي مرت على مصر على مدار قرون من الزمان، وتركت بعضاً من روحها فوق رمال مدينة الثغر المصرية. ويرجع تاريخ بناء هذا المتحف الفريد إلى بدايات عام 1891، في عهد الأسرة العلوية، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني رسمياً في 17 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1892، وأمر بأن يضم إلى مقتنياته العديد من القطع الأثرية الفريدة، التي كانت في حوزة الأسرة المالكة في مصر حينذاك، إلى جانب ما يضمه من مجموعات نادرة يرجع تاريخها إلى الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد، إلى القرن الثالث الميلادي، مروراً بالعصر البطلمي والروماني، إذ لعبت الاكتشافات التي توصل إليها الآثاري المصري الشهير محمود الفلكي في الإسكندرية، دوراً كبيراً في إنشاء هذا المتحف العريق، الذي كان سبباً في إنشاء أول جمعية للآثار في الإسكندرية، وهي الجمعية التي قامت على مدار عقود من الزمان، برفد المتحف بالعديد من القطع النادرة، وبعض المصنوعات اليونانية الرومانية اليدوية. وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف 11 ألف متر مربع، إذ خضع مؤخراً لعملية تطوير بلغت تكلفتها نحو 70 مليون جنيه، لم تتوقف عند حد تطوير المبنى ورفده بأحدث أدوات العرض المتحفي، وإنما ضاعفت مساحته القديمة، التي لم تكن تزيد على 4500 متر، عبر إقامة طابقين جديدين أعلى المبنى، الذي يعد في حد ذاته أثراً تاريخياً يزيد عمره على 100 عام. أسند الخديوي عباس حلمي الثاني، مهمة إدارة المتحف في سنواته الأولى لعالم الآثار الإنجليزي جيسيب بوتي، فزوّده بالعديد من المجموعات الأثرية النادرة، التي عُثر عليها في الإسكندرية مطلع القرن الماضي، وهو ما أسهم في تنوع مقتنيات المتحف، الذي يضم العديد من التماثيل والعملات القديمة التي يرجع تاريخ بعضها إلى الحقبة البيزنطية، بينما يرجع تاريخ صك بعضها الآخر إلى عهد هيراكليوس خلال الفترة من 610 إلى 641 من الميلاد. ويعد تمثال ديونيسيوس أحد أشهر مقتنيات المتحف اليوناني بالإسكندرية، والتمثال على هيئة طفل صغير عار، يقف على قاعدة وهو ممسك بإناء في إحدى يديه، يصب منه ليطفئ ظمأ فهد رابض إلى جانبه محملقاً فيه، وزيّن رأسه بإكليل من أوراق الكرم، كما يضم المتحف تمثالاً للكاهن إيرينايوس الذي تولى منصب حامي معبد سوكونو بايونيسوس، وهو تمثال منحوت من البازلت الأسود، ويصور الكاهن واقفاً على قاعدة متبعاً الأسلوب المصري التقليدي، بينما في خلفيته حلية زخرفية مستطيلة الشكل ومسطحة، مصور عليها طائر بشكل جانبي، تعلوه ثلاث وردات وأسفله وردة. ولا يضاهي التمثالين جمالاً، سوى تمثال الأسد الرابض، وهو عبارة عن نحت لأسد صور ملتفتاً برأسه إلى اليسار، بينما التف ذيله حول بدنه في الاتجاه نفسه، فيما عيناه مجوفتان وخاليتان من الزخارف، لكن بملامح مميزة، ولتمثال الأسد قاعدة مستطيلة الشكل و بالحجم نفسه، وصنعت من كتلة الحجر نفسها التي صنع منها التمثال الذي يصور الأسد بفم مغلق، واستقرت قدمه اليسرى الأمامية فوق اليمنى. وإلى جانب ما سبق، يضم المتحف مجموعة من اللوحات الجنائزية التي عثر عليها في الإسكندرية في عصور شتى، أو جلب بعضها من أديرة غرب الإسكندرية، أو من أجزاء مختلفة من الوجه البحري والصعيد، وأغلبيتها منحوتة من الحجر الجيري ومغطاة بنقوش مكتوبة، تبين اسم المتوفى وموطنه ومهنته وتاريخ وفاته، وجميعها مكتوبة باللغة القبطية.

مشاركة :