لو أجرى أحدنا إحصائية لوجد أننا في هذه المنطقة من العالم أكثر الناس استهلاكا لسلعتين، هما في ذهني الآن، وربما وجدنا أكثر. السلعتان هما العسل والبخور. وهذا فيما أظن خلاف أكثر دول العالم. وتجد تلك الأشياء عند أكثر الدول في حدودها الدنيا ولا تُبادر الأسر والأفراد بالبحث عنها ومحاولة فهم الجيّد والرديء منها أو المغشوش والخالص. أظن أن السعودي لديه من المعرفة في هذا الجانب من السلع أكثر من الدنماركي – مثلا. في العسل (الستكرز) جاهزة من أجل إحكام وإكمال خداع المستهلك، وهي ظاهرة تستحق التوقّف قليلا.. لا.. كثيرا، وأيضا الذهاب بها بعيدا. ووجود معامل ملصقات يعني أن صناعة الخداع رائجة، ولا توحي بشيء غير هذا. وثقافة أن الغالي، أو النفيس هو الأصلي شيء متأصّل في طبعنا الاستهلاكي. فالعسل الجيّد - مثلا - هو الذي يباع في محلات "الكيلو"، وغيره من منتجات سويسرا وألمانيا واستراليا، هو عسل "تقليد" مملوء بالمكونات والعناصر الصناعية والإضافات الكيميائية..! وما يروج عند العامة من مساوئ. يعني أننا نتوهم أن معامل أوروبا وأستراليا تُرسل الينا بضاعة غير خاضعة للتمحيص والجزاءات وأنظمة التصدير..!. وهذا - في رأيي - وهم. فتلك المصانع تُصدّر لغيرنا من البلدان، وتحرص على أن تمهر تجارتها بالجودة أو على الأقل تتجنّب الخداع والمغامرات المسيئة للصناعة ونقاباتها. الشيء الذي سيحدث هو أن الناس - مع تلك الحملات على معامل الستكرز تلك - سيتجنبون العسل المحلّي كله، رغم اعتراف الأغلبية من العامة أنهم لُدغوا عشرات المرّات من جحر واحد. وتنقطع أرزاق محلات (العسل بالكيلو). كان أحد المواطنين في رحلة برية مع أسرته، وقرب أحد المناحل وجدوا صندوقاً كرتونياً فارغاً، ووجدوا حوله عدة زجاجات تحمل علامة تجارية لعسل أجنبي. وسأل المواطن نفسهُ لماذا تلك قرب هذا المنحل؟ وعجز عن أن يجد تبريراً. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :