هاني آدم ساحر يدهش الناظر إليه، يأخذك إلى عالم تتحول فيه أوراق اللعب من أوراق للتسلية إلى ما يثير الدهشة والتساؤل والاستهجان، وينبت من بزر الزيتون فئراناً، أو يطيّر من الكادر المعلق على الجدران حمامة بيضاء لتحط على كتف ساحرها.. ليس هذا فحسب فهو يحيل البشر إلى قطع ويعيد تركيبها بشكل مغلوط، كل ذلك بهدف إضحاك الناس وإثارة دهشتهم عبر ألعاب الخفة. يقول آدم: درست الخدع البصرية منذ كنت في الرابعة عشر من عمري، إذ عملت كمساعد لطومي فانجوريان، وهو لاعب خفة هندي. أيضاً تعلّمت في معاهد الهند الكيمياء والفيزياء والعلوم الطبيعية. وأصبح لديّ خبرة تزيد على 15 عاماً عملت خلالها في الإمارات حيث قدمت عروضاً لاقت استحساناً كبيراً. ويلفت إلى أن العروض المسرحية تفرض اللجوء إلى خدع كبيرة أما عروض الطاولات فتعتمد على أدوات صغيرة مثل الورق والصوص والفئران. يضيف: ألعاب الخفة تجمع بين الموهبة والفطرة والتعلم والخبرة والمتابعة المتواصلة، إنه عالم لا تنتهي حدوده عند حدود تعلّم لعبة ما أو عرض، وهو بحاجة للابتكار الدائم والتعلم المتواصل. وباشرت أخيراً شركة raya entertainment لتقديم عرض مبهر خاص بالأعراس إذ أنقل محبس الخطبة من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى بطريقة سحرية. تمرينات مكثفة استمرت عدة أشهر قدمت عرضي وحققت نجاحاً كبيراً جداً. كذلك الطائر الذي أخرجه من الصورة فقد حقق نجاحاً كبيراً. وللمناسبة أكشف سر ذلك أن الطائر يطلع من خلفي وليس من الصورة لكني جراء الخبرة أستطيع أن أوهم الناظر بأنه طلع من الصورة حتى إن آلاف الكاميرات لا تستطيع أن تلتقط اللحظة التي أطلق فيها الطائر من خلفي لتبدو أنها انطلقت من الصورة. ورداً على سؤال عن أسرار ألعاب الخفة وخفاياها، يصف آدم السحر باحتيال على المنطق وهو لا يعتمد على السرعة في الحركة دائماً، بل إن بعض الألعاب تعتمد على البطء. بهذا المعنى لا يمكن اللحاق بركب العالم السري لأنه في تغيّر مستمر. ما إن يبدأ الجمهور فهم لعبة محددة جراء انتشارها حتى يكون الساحر باشر عرض لعبة جديدة أكثر إثارة للدهشة. ومع ذلك كل ألعاب الخفة التي يكشفها اللاعبون لا تفقد بريقها لدى فئة معينة من الناس الذين لو عرفوا الحقيقة تظل الدهشة رفيقتهم تجاه طريقة التنفيذ، وتظل أسئلتهم لا تجد إجابة منطقية لها. ما يعني أن ألعاب الخفة تحتال على المنطق وتتغلب عليه والساحر يستطيع أن يقنع العين بما لا يقبله العقل. ومثال ذلك الإنسان الذي يخرج من باب ويدخل من آخر في الوقت نفسه فهو يحتال لكنه ينجح في الخداع. وآدم أسس شركة raya مع محمد دياب بهدف نشر ألعاب الخفة في لبنان. يقول: أدّرب الموهوبين وأبتكر ألعاباً جديدة وأقدم عروضاً في المهرجانات والمطاعم وأعياد الميلاد وحفلات الزفاف وهو ما حققت فيه النجاح لغاية الآن لكنني أريد نشره بصورة أوسع وسأقدم عرضاً في الشارع وهو من أصعب العروض عادة ولا يتجرأ على القيام به إلاّ المحترف إذ يختفي المسرح والستائر والصناديق وغيرها مما يتهم الساحر باستخدامه لخداع الناس، هو عرض تختفي فيه أدوات الخفّة وأحقق فيه الاستغراب الحقيقي.
مشاركة :