هناك حالات شاذة في الملاعب ومدرجاتها من بعض الجماهير الرياضية التي تستخدم العبارات النابية والمشينة في شتم آخرين، وأحيانا يكون السب على اللاعبين في الملعب بألفاظ مؤلمة من شتمه وشتم والديه، وربما بعض هؤلاء شتم الدين بما تعود عليه في حياته، وهذا جُرمٌ عظيم يجب أن لا يصدر من مسلم يُؤمن بالله، ويدين بدين الإسلام، ومع ذلك فإن هناك مجالا للتوبة منه، خصوصا من يلعن دين صديقه أو صاحبه، وهذه تصدر من بعض المُشجِّعين تجاه بعضهم الآخر، وأحيانا ضد جماهير أخرى، لقول الله تبارك وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53. يقول الشيخ العثيمين: «إذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضبٍ شديد لا يدري ما يقول، ولا يعلم ماذا خرج منه، فإنه لا حكم لكلامه، ولا يُحكم بردّته حينئذ، ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب».. ذكر ذلك الشيخ محمد العثيمين في مجموع الفتاوى المجلد الثاني، فالواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائما، ولا يُعوّده على السب واللعن، فهو لا يأمن إذا سب أحدا من الناس أو لعنه أن يُقابله بمثل قوله، وهذا أمر لا يُقرّه الشرع، فينبغي الابتعاد عنه، واتباع أوامر الله ونهيه عن ذلك، ومعلوم أن من سب الإنسان أو لعن مسلما فقد آذاه، والله تعالى يقول: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا).. الأحزاب/8. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).. متفق عليه، قال النووي رحمه الله: (السب في اللغة: الشتم والتكلم في عِرض الإنسان بما يعيبه. والفسق في اللغة: الخروج، والمراد به في الشرع: الخروج عن الطاعة.. فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي) شرح صحيح مسلم:2/241. فعلى أولئك الذين يُطلقون ألسنتهم سبا وشتما وانتهاكا لأعراض المسلمين سواء رياضيين أو غيرهم أن يبتعدوا عن ذلك طاعةً لله واتباعا لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وكم من أُناس تركوا العنان لألسنتهم حتى أوردتهم موارد الهلكة ومراتع الحسرات، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (سباب المسلم كالمشرف على الهلكة).. رواه البراز وحسنه الألباني، فعلى كل مُشجِّع الاقتداء بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والبعد عن هذه السباب والشتائم لغيره، حتى يكسبوا رضا ربهم والسير على نهج الحبيب عليه الصلاة والسلام، أسأل الله أن يُوفّقنا جميعا لما يُحب ويرضى.
مشاركة :