جاكرتا - أعلنت السلطات الاندونيسية الأربعاء أنها قتلت شابة مسلحة اقتحمت المقر العام للشرطة الإندونيسية في جاكرتا، مشيرة إلى أنها موالية لتنظيم الدولة الإسلامية استنادا إلى منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل الهجوم. ويحاول تنظيم الدولة الإسلامية التمدد في آسيا بعد أن انحسر نفوذه في الشرق الأوسط في ظل بيئة خصبة لتفريخ الإرهاب ومناطق ممتدة تتقلب بين التطرف والاستقطاب. ويعتقد التنظيم أنه له القدرة على اختراقها من خلال هجمات متنوعة كان آخرها قبل أيام حين فجر انتحاريان ينتميان لجماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، نفسيهما في كاتدرائية في مدينة ماكاسار في سولاويسي، ما أدى إلى إصابة أكثر من 20 شخصا ورفعت اندونيسيا مستوى الحذر بعد ذلك الهجوم. وسبق أن استهدف متطرفون إندونيسيون مراكز للشرطة في إندونيسيا وهي أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم. وبعد ظهر الأربعاء، دخلت الشابة التي كانت ترتدي نقابا وملابس سوداء طويلة مقر الشرطة في وسط جاكرتا وفتحت النار على عناصر الأمن في المدخل، وفق ما أعلنت السلطات. وبثت محطات التلفزة الرئيسية مشاهد تظهر الشابة تسقط أرضا وسط دوي إطلاق النار وتبقى من دون حراك، فيما أحاط عناصر الشرطة بالجثة. وأفاد رئيس الشرطة الوطنية ليستيو سيغيت برابوو في مؤتمر صحافي بأنّها "كانت ذئبا منفردا تبنت إيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما أثبتته منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي". وأوضحت السلطات أن الشابة طالبة جامعية توقفت عن الدراسة وأنها تركت خطابا تعلن فيه نيتها تنفيذ عمل انتحاري في منزل أسرتها في جاكرتا، الذي داهمته الشرطة بعد إطلاق النار. وذكر المتحدث أنها نشرت علما لتنظيم الدولة الإسلامية وكتابات عن رغبتها أن تكون شهيدة في حساب أنشأته حديثا على تطبيق انستغرام. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا في أي روابط بين الشابة والمجموعات الإسلامية المتطرفة بالبلاد. وكانت السلطات الاندونيسية أعلنت الأربعاء أنها قتلت شخصا اقتحم المقر العام للشرطة الإندونيسية في جاكرتا، ووصفت وسائل إعلام محلية الحادث بأنه "هجوم يشتبه بأنه إرهابي". وبثت محطات التلفزة الرئيسية ما بدا أنه شخص يرتدي قناعا وملابس سوداء طويلة يدخل المقر وسط دوي إطلاق النار. ويأتي إطلاق النار في المقر العام للشرطة في جاكرتا بعد أيام على تفجير انتحاريين نفسيهما في كاتدرائية في مدينة ماكاسار في سولاويسي، ما أدى إلى إصابة أكثر من 20 شخصا. وتعاني إندونيسيا منذ فترة طويلة من هجمات المتطرفين الإسلاميين وشهدت عام 2002 تفجيرات بالي، لكنها في حالة من التأهب والقلق منذ الهجوم على الكاتدرائية وباتت تقاليد التسامح في اندونيسيا على المحك في السنوات الأخيرة مع ظهور تيارات إسلامية محافظة أو حتى متشددة. وتعبر الأقليات الدينية المسيحية وأيضا البوذية والهندوسية عن قلق بشأن التعايش الديني في البلاد. ونفذ زوجان تزوجا حديثا وينتميان إلى جماعة "أنصار الدولة" المتطرفة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية هجوم الأحد الذي استهدف الكاتدرائية الرئيسية في مدينة ماكاسار. وحذّرت قوات الأمن من هجمات جديدة محتملة فيما أوقفت أكثر من 12 شخصا مشتبه بتورطهم في الهجوم. ووقع هجوم الأحد بعد قداس الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية والذي يسبق عيد الفصح ويؤذن ببدء أسبوع الآلام، في اعتداء وصفه رئيس البلاد بأنه "عمل إرهابي". وجاء الاعتداء بعد توقيف عشرات الأشخاص المشتبه بكونهم مسلحين خلال الأشهر الأخيرة على أيدي قوات مكافحة الإرهاب الإندونيسية. وتوقف السلطات باستمرار مسلحين مشتبه بهم ما أدى لتراجع مستوى الهجمات التي باتت تستهدف قوات الشرطة في المناطق المحلية. وسبق أن استهدفت الكنائس في الماضي من قبل المتطرفين في إندونيسيا، الدولة التي تضم أكبر غالبية مسلمة في العالم إلى جانب أقليات دينية أخرى مثل المسيحيين والبوذيين والهندوس. وقبل هجوم الأحد، وقع أحد أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في البلاد في مايو/ايار 2018 حين قتل نحو عشرة أشخاص في هجمات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا ثاني مدن الأرخبيل، نفذتها عائلة من ستة أشخاص بينهم طفلتان وابنان شابان. وبرز اسم الجماعة لأول مرة في عام 2016 بعد هجوم ببندقية وبتفجير انتحاري في العاصمة جاكرتا أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وأربعة مهاجمين بمن فيهم شخص فجر نفسه في أحد مقاهي ستاربكس. وكان هذا هو الهجوم الأول الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا. واعتُبر متشدد إندونيسي وزوجته عضوان في هذه الجماعة مسؤولين عن تفجيرين استهدفا كنيسة كاثوليكية في جزيرة خولو الفيليبينية ذات الأغلبية المسلمة في عام 2019، مما أسفر عن مقتل مصلين خلال قداس الأحد وعناصر من قوات الأمن. وتعد هجمات بالي التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص معظمهم من السياح الأجانب في العام 2002، التفجيرات الإرهابية الأكثر دموية في الأرخبيل الآسيوي المسلم.
مشاركة :