تعليق ((شينخوا)): الظلم العنصري المتفشي في الولايات المتحدة يكشف عن ازدواجية المعايير من حيث حقوق الإنسان

  • 4/1/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من تقديم نفسها كمدافع عن حقوق الإنسان العالمية، دأبت واشنطن على توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين عندما يتعلق الأمر بهذه القضية. بيد أن ممارستها هذه تعد أمرا مثيرا للسخرية وتنم عن إزدواجية المعايير. ومع بدء محاكمة ضابط الشرطة السابق ديريك تشوفين المتهم بقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في أواخر مايو الماضي رسميا، يذكّر العالم مرة أخرى بالظلم العنصري المتفشي في البلاد. "لا أستطيع التنفس"، كانت هذه كلمات فلويد بينما كان يتوسل لضابط الشرطة الذي كان جاثيا على رقبته ليعطيه بعض الهواء، لكن للأسف الشديد حقوق الإنسان الأساسية مثل حياة وصحة الأقليات في الولايات المتحدة مهملة أو منتهكة منذ فترة طويلة. الأرقام تخبر بالحقيقة. بعد فحص 5494 حالة وفاة مرتبطة بالشرطة في الولايات المتحدة بين عامي 2013 و2017، وجد باحثون من مدرسة هارفارد تي.أتش تشان للصحة العامة أن الأمريكيين السود أكثر عرضة للقتل بـ3.23 مرة من الأمريكيين البيض على يد الشرطة. وتبدو مشكلة وحشية الشرطة والتنميط العنصري حادة جدا لدرجة أن مجموعة من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة أصدرت تقريرا في فبراير لدعوة واشنطن إلى "الشروع في إصلاحات بعيدة المدى لمعالجة وحشية الشرطة والعنصرية المنهجية". كما أن تقليل السياسيين الأمريكيين غير المسؤولين من خطر فيروس كورونا الجديد وبحثهم الدائم عن كبش فداء جعل الدولة الأقوى في العالم الأكثر تضررا من كوفيد-19. وقد أشار تقرير لمجلة ((لانسيت)) في فبراير الماضي إلى أنه ما كان سيموت حوالي 200 ألف أمريكي لو تم اتخاذ الإجراءات المناسبة. والأمر الأكثر مأساوية هو أن الأقليات العرقية في البلاد عانت أكثر من غيرها من الوباء. ووفقا لتقرير صادر عن الرابطة الحضرية الوطنية، فإن الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بثلاثة أضعاف من البيض وأكثر عرضة للوفاة به بمرتين. كما تتجلى عدم المساواة العرقية والجنسانية المتجذرة في الولايات المتحدة في العدد المتزايد لجرائم الكراهية في جميع أنحاء البلاد. وقال تقرير صادر عن مركز دراسة الكراهية والتطرف، وهو منظمة متخصصة في الأبحاث والسياسات الأمريكية غير تابعة للحزبين، إن جرائم الكراهية ضد الآسيويين ارتفعت قرابة 150 بالمئة في عام 2020 في أكبر 16 مدينة في الولايات المتحدة. والحقيقة المحزنة هي أن إطلاق النار الجماعي الذي وقع في أتلانتا في منتصف مارس والذي أودى بحياة 8 أشخاص، من بينهم 6 سيدات آسيويات، لم ولن يكون المأساة الوحيدة. وبينما يتجاهل السياسيون الأمريكيون التزاماتهم بحماية حقوق الإنسان للأمريكيين في الداخل، فإنهم حريصون تماما على اللعب بورقة حقوق الإنسان لانتقاد الدول الأخرى. وبعد إلقاء الضوء على التباين العرقي الصاعق في أمريكا، لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كان اتهام هؤلاء السياسيين مجرد تكتيك آخر لإبعاد اللوم عن أنفسهم. ولن يفاجأ أحد بصحة هذا الافتراض.

مشاركة :