أكد الشيخ عبدالله المناعي إن الأمة بحاجة ماسة إلى استجلاب كل معاني الوحدة والتعاون والتناصح على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان فلا يعتدي أحد على أحد ولا يبغي أحد بل يعيش المسلمون في سلام حقيقي وتعاون قلبي لا يمكن أن يكون له ظل في الواقع إلا من خلال الالتزام بشريعة الإسلام الخالدة التي أعز الله الأمة بها، فما أحوج الأمة الإسلامية وهي تكتوي بلهيب الصراعات الدموية والخلافات المنهجية إلى الاقتباس من أسرار الحج لتتخلص نفوس أبنائها من الأنانية والغل والحسد ولترتقي بهم إلى أفق الإسلام الواسع المبني على منهاج النبوية والدافع لكل نزاع أو شقاق أو اختلاف. وقال الشيخ المناعي خطبة الجمعة أمس إن الأيام التي يعيشها المسلمون الآن تتشوق فيها مشاعرهم في كل مشارق الأرض ومغاربها ويشتد حبهم ورؤيتهم إلى البيت العتيق الذي جعله الله تعالى مثابة للناس وأمناً فتتحرك جموعهم الغفيرة من شتى بقاع الأرض متجهة إلى المسجد الحرام ليشهدوا أعظم مظهر عبادي عرفته الحياة وأضخم وحدة روحية شهدها الوجود وليعقدوا مؤتمرا فريدا في السمع والطاعة والرهبة والاستجابة لنداء البارئ جل شأنه. وأشار إلى ان فريضة الحج يجسد المسلم بأدائها في أعماقه وسلوكه واقع العبودية الخالصة لربه ويترجم مفهوم الاستجابة المطلقة لخالقه سبحانه في أوامره ونواهيه ويوليه غاية الحب وصادق التذلل والخضوع لوجهه الكريم فهو مدخل رحب إلى طاعة الله ومسعى كريم إلى القرب منه والتعرض لرحمته ورضوانه، مشيرا إلى أن الحج هو العبادة التي تفضي بالعبد إلى مغفرة الذنوب وتخلصه من ماض تراكمت فيه الأوزار وتفاقمت فيه الشرور والآثام والخطايا التي تنوء بها الجبال فيرجع ذلك العبد إلى أهله بعد أداء حجه طاهر القلب زكي النفس مشرق الروح نقي الوجدان نظيف الباطن والظاهر من الذنوب مستقيماً على هدي الفطرة، كما أن الحج محرقة للذنوب ومطهرة للقلوب. وأوضح المناعي أن هذا الجمع يكون فيه الناس سواسية لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى فما أحرى حجاج بيت الله الحرام وما أحرى المسلمين بعامة أن يأخذوا هذه العبرة من هذا المشهد العظيم فإن مثل ذلكم الاستشعار يعد من أعظم الدواعي إلى التآلف والتكاتف والرحمة والشفقة والتواضع والتعاون لا شعارات طائفية ولا هتافات عصبية ولا رايات حزبية إنما هي راية واحدة هي راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
مشاركة :