شائعات «تويتر» و«واتس آب»

  • 6/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خلال هذه الأيام نلاحظ انتشار الشائعات في أوساط المجتمع رجالًا ونساء، خاصة مع اتساع رقعة التواصل الاجتماعي كـ«تويتر» و«واتس آب»، وتعد الشائعات الكاذبة والأراجيف الباطلة من أخطر الرذائل التي بليت بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية في العصر الحاضر. هذه الشائعات تؤدي – بلا شك – إلى انتشار الفوضى في هذه المجتمعات، وتضعف الثقة بين أبنائها، وتنشر بينهم سوء الظن المبني على الأوهام لا على الحقائق، كما تلحق الشائعات الكاذبة بالمجتمع كله خسائر فادحة من الناحية المادية والمعنوية. ولقد عانى المجتمع الإسلامي الأول في عهد النبوة من الشائعات التي كان البعض منها يستهدف شخص رسول الله – عليه الصلاة والسلام – في وقت الأزمات، كما أشيع مثلًا في معركة أُحُد بعد انكسار المسلمين المؤقت عن مقتل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بهدف تشتيت المسلمين واستئصال شأفتهم، أو كحادثة الإفك ضد أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق – رضي الله عنها – التي برّأها ربها من فوق سبع سموات. تلك الحادثة التي تولى كبرها رأس النفاق في المدينة عبدالله بن أُبّي بن سلول وتسببت لنبينا – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين بالآلام النفسية المبرحة حتى نزلت فيها آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لكنها تركت للمسلمين تراثًا وثقافة ومنهجية راسخة في التعامل مع الشائعات، لو التزمناها لتغلبنا على الشائعات. الشائعة في زمننا هذا سريعة الانتشار، بسبب وسائل الأجهزة الذكية، وزمن الفتن وكثرة الهرج والمرج في منطقتنا، وللأسف تنتشر الشائعة بين أفراد المجتمع نتيجة وجود حالات من الفراغ الثقافي وعدم السير على المناهج العلمية في التعامل مع أي خبر، ومعرفة الظروف التي دفعت لظهور الشائعة، وعدم إدراك المخاطر الناجمة عنها، دون تبصر وتفكير صائب وبحث عن الحقيقة. وأعتقد أن تصديق الشائعات يختلف باختلاف الفئات الموجهة إليها، ويختلف أيضًا حسب درجة ثقافة وعلم المستقبلين لها، لو فسرنا كلمة «شائعة» فما هي إلا كذبة روجها أفراد ليصدقها مجتمع بأكمله، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. وهناك أقسام كثيرة للشائعة، فمنها ما يستهدفُ إثارة الخوف والقلق، ومنها ما يهدف مروجوها من ورائها إلى النيل من سمعة أناس شرفاء أو الضغط كي تتحول إلى حقيقة، كالحصول على منافع اجتماعية واقتصادية، وهناك شائعات تضر أفرادًا، وأخرى تتربص بمنشآت وكيانات. هناك نوع من الشائعات يطلق لقياس الرأي العام حول موضوع ما، لكن الاستمرار في عدم الرد على الشائعات بصورة مباشرة وفورية، يتيح زيادة انتشارها. ولنتق الله بما يردنا عبر «تويتر» أو «الواتس آب»، أو غيرها من وسائل الاتصال والمعلومات من أخبار كاذبة تضر الفرد والأسرة، بل والمجتمع بأكمله.

مشاركة :