إيران التي تعيش تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، وحالة التوجس من انتفاضة محتملة للشعب الايراني الذي عانى كثيرًا من الحروب والأزمات منذ تولي الملالي السلطة في إيران، تحاول من خلال الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، وناقلات النفط العالمية، جر السعودية والعالم إلى حرب إقليمية تطيل من عمر النظام، وتجنبه احتمالات ثورة داخلية قد تتفجر في أي لحظة. فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على صادراتها النفطية جففت الكثير من مواردها وجعلتها تعيش أزمة اقتصادية خانقة، وهي بالهجمات التي تنفذها ضد المنشآت النفطية السعودية، وضد ناقلات النفط، ومحاولة إرباك الملاحة البحرية العالمية، تحاول أن تجد أي مخرج لأزمتها. فهي تتصرف وكأنها تردد بيت الشاعر أبي فراس الحمداني الشهير: معللتي بالوصلِ، والموتُ دونهُ ** إذا مِتّ ظَمْآنا فَلا نَزَل القَطْرُ. نعتقد أن استراتيجية الحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، كفيلة في إنهاك النظام وإجباره على الخضوع للإرادة الدولية، ونبذ مبدأ الحروب وزعزعة أمن دول المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية، والتخلي عن خططها الرامية للوصول لصناعة الأسلحة النووية. فاستمرار العناد تحت وطأة العقوبات سيقود النظام إلى التآكل وربما الزوال، فهو النظام الوحيد في الوقت الحاضر الذي لايزال يتبنى مبدأ إشعال الحروب بعد أن وضع العالم هذا المبدأ وراء ظهره واتجه نحو التنافس على تنمية الحياة الكريمة للشعوب. فالشعب الإيراني بالتأكيد لن يقبل ويتحمل هذا الوضع ويبقى في مواجهة العالم، بسبب سياسات النظام الحاكم والخرافات التي يتبناها كأساس لطموحاته في السيطرة على المنطقة. داخليًا، الظروف الراهنة تفرض جملة من التحديات الخطيرة والاحتياط لما هو أكثر من مجرد رهان العقوبات الاقتصادية، والاستعداد لما هو أسوأ، ففي حال استمرار الاستفزازات الإيرانية ضد السعودية فهي لن تقف مكتوفة الأيدي بالتأكيد، بل سترد بقوة دفاعًا عن نفسها، ومن اليوم يجب علينا التحول إلى قوة عسكرية إقليمية، فنحن نملك الموارد التي تؤهلنا إلى ذلك.
مشاركة :