قالت إيران اليوم الأحد إنها لن تعقد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة خلال الاجتماع المقرر لمجموعة (1+4) في العاصمة النمساوية، فيينا، بشأن العقوبات المفروضة عليها. ونقل التليفزيون الحكومي الإيراني عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي قوله “محادثاتنا سوف تتم في إطار مجموعة (1+4) في فيينا بشأن رفع العقوبات الأمريكية التي يجب رفعها”. وأضاف: “سنتفاوض مع الدول الأخرى وسنعلن طلبنا وشرطنا لعودتهم إلى الاتفاق النووي”، موضحًا أن “المحادثات ستكون تقنية حول العقوبات ورفعها وما يتعين على أمريكا القيام به أولا ومن ثم التحقق منه”. وجدد رفض بلاده الخطة الأمريكية لرفع العقوبات بمبدأ خطوة بخطوة قائلا “من وجهة نظرنا لا توجد سوى خطوة واحدة هي الخطوة التي يجب على أمريكا اتخاذها لرفع كل العقوبات المفروضة علينا”. واتفقت إيران والدول الكبرى في مجموعة (1+4) في ختام اجتماعهم يوم الجمعة الماضي عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة على عقد لقاء مباشر بينهم في فيينا بعد غد الثلاثاء. وهم رفع العقوبات وبداية، قال مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في باريس، ميشيل أبو نجم، إن “الجميع يتوقع أن تكون المفاوضات المقبلة، شاقة جدا لأن كل طرف يتمسك بما نسميه بالسقف العالي”. وأضاف أبو نجم: “أن السبيل لاحترام إيران لالتزاماتها النووية سيتم وفقا لاتفاق (خطوة مقابل خطوة) وبمراحل معينة”، مشيرا إلى أن إيران واهمة جدا إذا ما اعتبرت أن الأمريكيين سيرفعون العقوبات مرحلة واحدة. وأوضح أبو نجم: “هناك رئيس أمريكي جديد يقول مستعدون للعودة إلى الاتفاق النووي، ولكن هذا لا يكفي لأن هناك عورات في هذا الاتفاق، وأن سياسة العقوبات لم تفرمل إيران، بل زادت من عمليات التخصيص وتحللت من الالتزامات النووية”. أزمة ثقة ومن طهران، أكد الباحث والمحلل السياسي، مصدق مصدق بور، أن إيران تدعو إلى الانخراط في مفاوضات بشأن الاتفاق النووي بناء على بنود اتفاق 2015 المبرم مع الدول الغربية. وأضاف المحلل السياسي أن هناك أزمة ثقة موجودة لدى إيران، بسبب خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق، وبالتالي لا تريد خسارة أي شيء في ملف الاتفاق النووي. كما أوضح أن إيران تريد أن ترفع واشنطن العقوبات الاقتصادية مقابل أن تلتزم بنسبة تخصيب اليوارنيوم، لافتا أن كل قضية لها مكانة خاصة، حيث تم تسييس هذا الملف أو تتجه نحو صنع قنبلة نووية. ودعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إيران إلى أن تكون جادة في محادثات فيينا المقبلة حول ملفها النووي. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين لودريان ونظيره الإيراني، جواد ظريف، طالب خلاله الأخير فرنسا بالتوقف عن الالتزام بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على بلاده، ورفض تخفيف العقوبات الأمريكية بشكل تدريجي. وحثت فرنسا إيران، خلال الاتصال، على تجنب مزيد من انتهاكات التزاماتها النووية، وأن تكون بنّاءة في محادثاتها المرتقبة مع الولايات المتحدة. وقبل يومين، أجرت إيران والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا محادثات عبر الإنترنت لمناقشة إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده قبلت المشاركة في محادثات اعتبارا من الثلاثاء المقبل في فيينا مع الأوروبيين وروسيا والصين من أجل عودة مشتركة لطهران وواشنطن إلى الاتفاق.
مشاركة :