دخل وزراء الخارجية والري مصر وإثيوبيا والسودان اليوم جولة جديدة من المفاوضات في دولة الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، تستمر ثلاثة أيام في محاولة لرسم مسار جديد للمفاوضات المتعثرة. وتأتي هذه الجولة بعد أشهر من تعثر المفاوضات وإعلان دولة جنوب إفريقيا- رئيس الاتحاد الإفريقي وقتها -الفشل في التوافق على آلية للتفاوض، وسط مخاوف مصرية سودانية من الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق ومطالبتها بتوقيع اتفاق قانوني ملزم. ويصر السودان على اقتراحه بضرورة وجود وساطة دولية رباعية تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة تعمل تحت قيادة الاتحاد الإفريقي، لمساعدة الأطراف الثلاثة على التوصل لاتفاق قانونى ملزم، وهو ما أيدته مصر ورفضته إثيوبيا. وقالت مصادر مطلعة تحضر الاجتماع لـ "الاتحاد"، إن اجتماع اليوم لن يتطرق إلى الخلافات الفنية لكن سيتم خلاله بحث الاتفاق على طريقة وآلية للتفاوض تحقق مصلحة جميع الأطراف. وأشارت المصادر إلى أن هناك عمل مستمر لدولة الكونغو بدعم من الاتحاد الأوروبي وأميركا للتوافق حول هذه النقطة بين الدول الثلاث، مؤكدة أن هذا الاجتماع هو الفرصة الأخيرة للتوصل لاتفاق قانوني ملزم أو التمهيد له بالاتفاق على آلية تفاوض بين الدول الثلاث. وقال مفوض الاتحاد الإفريقى للشؤون السياسية والسلم والأمن، بانكول أديوي، إن دور الاتحاد فى مفاوضات سد النهضة حيادي، ويهدف إلى تيسير المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا. وأشار خلال لقاء له بوزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية فى كينشاسا إلى أهمية لعب دور حيادى وميسر للاتحاد فى عملية المفاوضات التى تنطلق اليوم. وعقد خبراء الدول الثلاث والاتحاد الإفريقي، أمس السبت، جولات تمهيدية لاجتماع وزراء الخارجية والري المقرر اليوم، لبحث التوصل إلى اتفاق على قواعد بناء وملء السد. ورأى الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذه المفاوضات ليست فنية ولن تناقش النقاط الخلافية الفنية، موضحا أن الهدف الرئيسي منها هو الاتفاق على منهجية المفاوضات، حيث يتمسك السودان ومصر بمقترح اللجنة الرباعية الدولية كوسطي في هذه المفاوضات لكن إثيوبيا ترفض ذلك وتقبل وجود أطراف دولية لكن كمراقبين. وشدد لـ "الاتحاد" على أن السودان سيرفض الاستمرار في المفاوضات دون أي تغيير في منهجية التفاوض، خاصة وأنه قاطع أحد الاجتماعات في وقت تولي جنوب إفريقيا رئاسة الاتحاد الإفريقي بسبب طلبه تغيير منهجية التفاوض، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تقترح إثيوبيا أن تركز على الملء الأولي وهو يخص ملء المياه حتى تشغيل أول توربينين. ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره عليهما. ورغم مرور هذه السنوات أخفقت البلدان الثلاثة في الوصول إلى اتّفاق. ويمثل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة يوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يعبرها. وتقول إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها سد النهضة ستكون حيوية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة. فيما ترى مصر، التي تعتمد على النيل لتوفير نحو 97 بالمئة من مياه الري والشرب، في السد تهديدا لوجودها. ويخشى السودان التي تعد دولة مصب أيضا، أن تتعرض سدوده للخطر إذا مضت إثيوبيا في ملء سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق.
مشاركة :