الرواية والصحة العاطفية

  • 2/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا يشك أحد – يومًا – في فوائد القراءة المُقَنَّنة والمُرَشَّدة، وما يعود على الفرد من إثراء معرفته، وإكسابه العلوم المختلفة، في شتى مجالات الحياة، وأثر ذلك على ثقافة الفرد، وصقل مهاراته وتنمية قدراته العقلية. ولكن ما يدعو للدهشة أن القراءة لم تعد ذات أهمية قصوى لرفع مستوى الفرد الثقافي، وتوسيع مداركه، بل تعدّتْ ذلك إلى كونها إحدى الوسائل الهامة في تحسين مستوى الصحة العاطفية للإنسان. فقد أكد عدد من المختصين في مجال الصحة العاطفية أن قراءة الأدب القصصي «الخيالي» يمكن أن تحسّن صحة الإنسان العاطفية، كما أن بإمكانه تعلم مهارات التأقلُم من خلال قراءة كيفية حل الشخصيات الخيالية لمشكلاتهم ومحاكاة الدور في واقعه المُعاش. لقد نهج العديد من المعالجين العاطفيين أسلوبَ العلاج بالقراءة، مؤكدين أن ذلك أشبه ما يكون بمثول الفرد أمام متخصص يعقد معه عددًا من الجلسات العلاجية، التي تُفضي إلى مساعدته على حل مشكلاته. تقول المعالجة بالقراءة، نورين توماسي، من الولايات المتحدة الأمريكية: إنّ الأدب الخيالي أو الروائي بإمكانه أن يغير حياة الشخص للأفضل. كما أكدت الباحثة ماريا بانيرو «أن قراءة عمل خيالي روائي يمكن أن يغير نظرتنا للحياة، لأننا نضع أنفسنا مكان شخصيات الرواية»، بمعنى أننا نتقمّص شخصيات الرواية، وبالتالي نحاول ممارسة المشاعر المختلفة التي يمارسونها، فكأن ذلك تدريب على حل المشكلات في الخيال، وأنه يهيئنا لمواجهة الحياة الحقيقية بعد أن نمارسها في القصص الخيالي، كما أكد بعض الذين طبقوا التجربة أنها ساعدتهم على فهم أنفسهم، وأثرَتْ لديهم جوانب البصيرة والتأمل. بعد تأكيد فائدة قراءة الأعمال الخيالية للحياة العاطفية فإنه ينبغي التأكد من اختيار المادة القرائية، لأن ذلك له دور كبير في تحقيق الأهداف المرجوّة منها.

مشاركة :