الخيال العلمي الواقع

  • 8/2/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يستجدي مؤلفو أعمال الخيال العلمي كل ما تحمل أذهانهم من غرائب، ليأتوا بها في شكل عمل فني يشد الانتباه ويبعث بالرسائل بكل أمان، ولا مضرة تنال من أحد إلا ما ندر. حين يفطن الرقيب أن الإسقاط قد يبدو عائدا عليه، وفي أحيان أخرى تجسد أعمال الخيال العلمي أفضل ما يمكن لخيال الكاتب أن يجود به من تصور، لما يمكن أن تكون عليه جنة من الجنان أو ما يمكن أن يعنيه الجحيم المقيم، ففي تلك الآيات الغيبية فسحة جذابة، للتصور كامل الأبعاد والتأمل مع صنع ما يرى مؤلف العمل صنعه في ذلك العالم، وترك ما لا يجوز له ولا لأهل عالمه. تبارك الله أحسن الخالقين، الذي خلق ما هو أعقد بكثير من ذلك، واقعا تاما لا خيال فيه، نعيشه ونعيش فيه ونبني عليه ما يجود به عقل وضعه نفس الخالق العظيم، فلم نخرج عن ملكه في واقع وخيال، ومن العجائب الكبرى أن ما قد نراه خيالا اليوم يتحول في هذا العالم المخلوق إلى واقع غدا، وما نتصوره يثير الدهشة ويحبس الأنفاس اليوم يغدو أمرا معتادا في متناول كل بشر، وقد نعلم من خلال خيالات اليوم ما يخبئه لنا الغد، وقد نعلم كذلك أنه قد يفاجئنا بما يفوق ما نتصور، فدائما ما كان هناك بشر مثلنا، لكن الشغف والاهتمام وكثرة التجارب والصبر تأتي لهم ولنا بالنفع على الدوام.

مشاركة :