تحقيق إخباري: أزمة الوقود الخانقة تفرض على السوريين طقوسا اجتماعية غير معتادة

  • 4/6/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السويداء ـ سوريا 5 أبريل 2021 ( شينخوا) فرضت أزمة الوقود الخانقة التي تعيشها سوريا هذه الأيام طقوسا اجتماعية غير معتادة على غالبية السوريين، وخاصة في بداية فصل الربيع، حيث تكثر الرحلات وقضاء أيام العطل في رحاب الطبيعة، ما جعلهم يمكثون في منازلهم قسرا تحت وطأة الحجر الصحي تارة ، وقلة البنزين تارة أخرى. ومع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد " كوفيد ـ 19 " ، واتخاذ الحكومة السورية سلسلة إجراءات احترازية للحد من انتشار المرض في الموجة الثالثة التي تتعرض لها سوريا ، إضافة لقلة الوقود ، وتخفيض كميات للسيارات ، وخلت الشوارع في مدينة السويداء ( جنوب سوريا ) من المارة والسيارات ، وتكاد تكون الحركة شبه مشلولة ، في منظر لم يكن مألوفا من قبل. وعبر أبو وائل (55 عاما) عن استيائه من الجلوس في البيت خاصة في فصل الربيع الذي يعد شهر التنزه والخروج إلى الطبيعة وقضاء ساعات النهار في أحضانها ، وسط أجواء من الفرح والسرور . وقال أبو وائل ، وهو موظف حكومي لوكالة أنباء ((شينخوا)) " لقد فرضت قلة توفر البنزين وتخفيض الكميات للسيارات طقوس اجتماعية مختلفة ، فلم نعد نزور أحدا من أقربائنا " ، مبينا أن كل عائلة لديها سيارة باتت تحسب حساب لأي مشوار خاصة إذا كان بعيدا. وأضاف أبو وائل وهو يضحك " ما أن اجتمع شخصان إلا وكان قلة الوقود ثالثهما " ، مشيرا إلى أن البقاء في المنزل ولفترة طويلة دون رؤية من نحب أمر صعب للغاية. وذات الشيء انسحب على عائلة أبو سوسن ( 62 عاما) الذي أوقف سيارته منذ أسبوع في المنزل لعدم وجود بنزين فيها ، وقال " أخرج يوميا سيرا على الأقدام لشراء احتياجات البيت " . وقال أبو سوسن " السنة الماضية فرضت الحكومة السورية حظرا جزئيا في بعض المحافظات السورية بسبب مرض " كوفيد ـ 19 " ، لكن كان الكثير من الناس يتنقلون بسيارتهم لعدة أماكن في البرية ، لكن في هذه الأيام الغالبية ملتزم ببيته قسرا لعدم توفر مادة البنزين بشكل كاف في محطات الوقود " . أما أبو يحيا ، وهو فلاح يمتلك 20 دونما من الأرض في منطقة ظهر الجبل شرق مدينة السويداء ، أكد أن وجعه يكمن في عدم قدرته على الذهاب إلى أرضه لرعايته وحرثها ، بسبب عدم توفر مادتي البنزين والمازوت . وقال أبو يحيا " كل هذه الأشياء قد تبدو سهلة ، أمام عدم رؤية أحفاده وأولاده الذين يسكنون في قرى مجاورة له " ، مؤكدا أن هذا "الشيء لم نألفه من قبل لأننا بطبيعتنا اجتماعين ونحب الضيوف " . ويشار إلى أن العائلات السورية معتادة في فصل الربيع على الخروج في رحلات إلى المنتزهات والأماكن الجبيلة والأنهار لقضاء ساعات ممتعة برفقة الأهل والأقارب . ومن جانبها قالت أم سوسن ،وهي موظفة متقاعدة أشارت إلى أنها تشعر بالضيق من كل شيء ، فهي لم تعتد الجلوس في البيت ، وهي تحب الحياة الاجتماعية كثيرا ، وزيارة الأهل والجيران . وقالت أم سوسن " أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يجلس الشخص قسرا في منزله " ، مضيفة " أنا بطبيعتي أحب الحياة الاجتماعية وزيارة أهلي وجيراني ، وهذا الشيء الذي نعيشه حاليا لا يعجب الكثير من الناس " . وأشارت أم سوسن إلى أن هذه الطقوس الجديدة التي فرضتها أزمة الوقود وجائحة كورونا ، غيرت طباع الناس وباتوا انطوائيين وسلبيين ، مؤكدة أن هذا الأمر ليس من طباع السوريين . وكانت رئاسة مجلس الوزراء خفضت مخصصات السيارات الحكومية من البنزين مطلع إبريل الجاري بسبب تأخر وصول التوريدات. وتشهد البلاد أزمة خانقة في توفر المشتقات النفطية، حيث تم تخفيض الكميات المخصصة للمحافظات بشكل كبير.

مشاركة :