تحقيق إخباري : "فيروس كورنا" يفرض طقوسا جديدة على حياة السوريين " لا عناق ولا قبلات "

  • 3/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق 15 مارس 2020 (شينخوا) بعد إعلان الحكومة السورية تعليق الدوام في المدارس والجامعات وتخفيض الدوام في الدوائر الرسمية إلى 40 بالمئة ، شعر ابناء الشعب السوري بالخطر المحدق بهم من انتشار فيروس كرورنا الذي انتشر في دول مجاورة لسوريا ، وهذه التدابير الاحترازية فرضت على حياتهم طقوسا جديدة ، فلم يعد هناك مصافحة بين السوريين عن طريق اليد ، أو القبلات على الوجنات عندما يلقي الأشخاص في مكان ما ، وباتوا يسلموا من خلال ملامسة مرفق اليد أو ضرب الاقدام بالأسفل تجنبا للإصابة . وكانت هذه الطقوس تمارس بين الأصدقاء على سبيل المداعبة أو السخرية ، قبل أن تعلن الحكومة السورية سلسلة الإجراءات الاحترازية ، لتصبح تلك الطقوس سلوكا لدى غالبية السوريين . الشاب رشدي نادر الذي يبلغ من العمر 35 عاما ، غادر سوريا منذ سبع أشهر متوجها إلى العراق في رحلة عمل ،عاد امس إلى منزله ،عبر مطار دمشق الدولي ، اذ لوح بيده لعائلته من مسافة بعيدة قائلا " لا قبلات ولا عناق فقط نتلامس بالمرفقين وهذا يكفي " . وقال نادر إن جميع الركاب الآخرين تقريبا في الرحلة الجوية القادمة من العراق إلى سوريا مساء أمس (السبت) قاموا بنفس الشيء لأحبائهم الذين كانوا ينتظرونهم في قاعة الاستقبال . ولكن تغيير أسلوب الترحيب كعادة متجذرة لدى الشعوب العربية ، ليس بالأمر السهل لأن القبلات والعناق طريقة عربية تقليدية للتعبير عن الترحيب بالاشخاص ، إذ على سبيل المثال ، يتبادل السوريون القبل على الوجنات مرتين بينما يذهب اللبنانيون ثلاث مرات وهكذا ، وفي بلدان أخرى ملامسة الأنوف " . وقال علي وهو لاعب رياضي يبلغ من العمر 31 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تحياتنا التقليدية تظهر المودة والحب والترحيب ، ولكن الناس الآن يخافون من الإصابة بفيروس كورونا الذي انتشر في كثير من البلدان الأجنبية والعربية على حد سواء " . وأضاف علي إن " ارتداء الكمامة أصبح أكثر شيوعًا في الشوارع ، و إنه شيء إيجابي ". بالنسبة لماهر حنان ، لم تكن العودة له من فرنسا إلى سوريا سهلة حيث تم احتجازه في مطار بيروت لساعات طويلة قبل أن يُسمح له بالمغادرة إلى سوريا. قال الرجل إن تفشي فيروس كورونا يغير العالم من حيث كيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض وأن التحية هي أحد الأشياء التي تغيرت. وقال "عادة ما نقبّل أصدقائنا على الوجنات ونعانقهم بحرارة ... إنها فقط طريقتنا للقول أني أفتقدك ولكن الآن الخوف من الفيروس يفرض علينا طقوسا مختلفة للتعبير عن مشاعرنا تجاه الأصدقاء والاهل ". حول طريقة السلام عن طريق نقر المرفق ، قال إنها طريقة بديلة لمصافحة الناس يفعلون ذلك بالضحك والمرح. كما اطلق النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) حملة " لا تقبلني .. لا تصافحني .. ابتسامتكم بتكفيني " للتعبير عن تجنب المصافحة لدورها الكبير في نقل الفيروس بين الناس بشكل سريع . كما انقسم الناس بين فريق جاد يحذر من الفيروس ، وبين آخر يسخر من هذا الفيروس الذين يحولون خوفهم إلى أشياء ممتعة ينشرونها عبر الإنترنت. ونشر البعض مقاطع فيديو ، تشير إلى حياة الناس في ظل وجود الفيروس ، وارتداء الكمامات باشكال مختلفة ، وآخرون كتبوا تعلقيات " يا جماعة الفيروس مش مزحة " . كما قام آخرون بتصوير مقاطع فيديو لممارسة تمرين القدمين كوسيلة أخرى مخترعة لإلقاء التحية. ومنذ عدة أيام يقوم التلفزيون الرسمي السوري والقنوات المقربة منه بتخصيص ساعات من البث مع أطباء متخصصين حول الإجراءات الوقائية التي يجب أن تتبع للوقاية من المرض الذي تحول إلى وباء بحسب منظمة الصحة العالمية . اتخذت الحكومة السورية عدة تدابير لحماية الناس من تهديدات فيروس كورونا. وأعلنت وزارة الصحة السورية اليوم إن " المخبر المرجعي الخاص بالكشف عن حالات فيروس كورونا المستجد أجرى حتى الساعة 72 اختبارا لعينات حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس وكانت نتائجها جميعا سلبية أي لم تسجل أي إصابة مثبتة حتى الآن " . وأضافت وزارة الصحة السورية أنه تم إنشاء مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير بريف العاصمة دمشق بسعة 100 سرير. ويقسم المركز إلى قسمين ؛ الأول للحالات المشتبه بها ، والثاني للحالات المؤكدة. كما أعلنت وزارة الصحة أن نتيجة التحليل الذي أجري للمسافر السوري القادم على متن طائرة من العراق والمشتبه بإصابته بفيروس كورونا " سلبية" أي أنه ليس مصابا. ويشار إلى أنه تم نقل ركاب كانوا على متن طائرة من العراق إلى دمشق يوم الجمعة الماضية إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير النائية بريف العاصمة دمشق. كانوا 16 راكبا سوريا . وجاء نقلهم لأن درجة حرارة أحد الركاب كانت أعلى بقليل من 37 درجة مئوية . وقال وزير الصناعة معن زين العابدين جذبة في تصريحات صحفية عقب جلسة الحكومة اليوم إن "المعامل والمنشآت التابعة للوزارة مستمرة بتصنيع المستلزمات الطبية للتصدي لفيروس كورونا من كمامات ومعقمات للمباني والآليات والصالات والمعقمات الشخصية". وأوضح جذبة أن "معامل تاميكو تصنع يوميا 6000 علبة جيل شخصي وتم إحداث 4 مراكز تسويق لمنتجات المعامل والمصانع من المواد المذكورة بهدف تلبية الطلب عليها في السوق المحلية". ويوم أمس (السبت) ، أوقفت وزارة الأوقاف السورية الصلاة في المساجد ، كجزء من الإجراءات الوقائية ضد الفيروس التاجي الجديد. كما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بتأجيل الانتخابات البرلمانية إلى مايو القادم . يوم أول أمس (الجمعة) ، علقت الحكومة السورية المدارس والجامعات حتى أوائل أبريل / نيسان. كما قللت الحكومة عدد موظفي الدولة العاملين خلال نفس الفترة.

مشاركة :