شكا سكان كيلو 6 جنوب محافظة جدة تقاعس عدة شركات وإهمالها في أداء واجبها داخل الحي، إثر تسرب المياه الجوفية واختلاطها بمياه الصرف لتغرق شوارعهم ومن ثم دخلت منازلهم، وتركزت في كيابل الكهرباء أمام المنازل، وتركت المجال للحشرات لتصبح مرتعًا لها، مما عرَّض السكان للإصابة بالأمراض والتعرض لأخطارها. والتقت (المدينة) في جولتها داخل الحي بعدد من السكان الذين سارعوا لطرح شكواهم وملاحظاتهم. الجوفية والصرف وفي البداية تحدث سامي اليامي أحد سكان الحي عن معاناتهم كما وصفها وقال: «إن المشكلة تزداد يومًا بعد يوم حيث إن المياه الجوفية تداهمهم وسط المنازل بعد أن غمرت الشوارع واختلطت بمياه الصرف التي تتدفق من حفر الصرف داخل الحي، وقد شكلت هذه المياه بؤرًا للأمراض إثر تكاثر البعوض الحامل لحمى الضنك، كما سكنت هذه المياه بداخل كيابل وعدادات الكهرباء التي لم تقم شركة الكهرباء بإغلاقها منذ ما يقارب 3 أشهر من أعمال الصيانة، مشيرًا إلى أنه ولأكثر من مرة تسببت المياه بنشوب حريق داخل العدادات جراء إلتقائها بالكيابل والأسلاك المكشوفة. فيما شاركه الحديث محمد اليامي قائلًا: إن هذه المشكلة استمرت لمدة تجاوزت السنتين وفي كل مرة نقوم بالاتصال بشركة المياه الوطنية لرفع بلاغ عن وجود تسرب للمياه الجوفية ولا نجد أصداءً لهذه البلاغات، وفي كل صباح يأتي موظف شركة المياه لتحرير مخالفات للسكان بسبب تسرب المياه الخارجة من بيوتهم والناتجة عن تسرب المياه الجوفية، حيث إنه من المفترض أن الشركة هي من تقوم بمعالجة هذا الأمر. سكان متضررين وخلال استكمال «المدينة» لجولتها داخل الحي التقت بأحد السكان المتضررين -عبدالهادي الفرج-، والذي أخذنا في جولة داخل منزله المغمور بالمياه، حيث تدفقت المياه الجوفية من باطن الأرض في وسط بيته لتستولي على غرفة نومه وتشكل تصدعات في جدار الغرفة، لتجبره على إخراج زوجته وأبنائه إلى بيت أهله ليحميهم من خطر وصول المياه إلى الكهرباء، كما أضاف قائلًا: كنت سأتعرض لخطر الصعق الكهربائي أثناء نومي لولا لطف الله واستيقظت قبل أن تصل المياه إلى الكهرباء. ضحية المياه وبإرشاد من أهل الحي وصلنا إلى منزل صالح تاج والذي توفي منذ سنتين أثناء محاولته إخراج المياه من منزله بعد أن جعلت من غرف منزله مكانًا أشبه ما يكون ببرك السباحة لتصل المياه إلى أحد أسلاك الكهرباء بالغرفة مسطرةً بذلك قصة أول ضحايا المياه الجوفية بالحي. وقد التقت «المدينة» هناك بزوجته وابنه اللذين كانا قد أحضرا سيارة لشفط المياه من داخل المنزل لتجنب مخالفات شركة المياه التي أنهكتهما ولحماية نفسيهما وتجنب الخطر الذي أودى بحياة رب الأسرة، وقالت زوجة المتوفى بأنها تستدعي سيارة الشفط بشكل دوري إلى المنزل وبين فترات زمنية متقاربة جدًا مع تحمل تكاليفها لتقوم بشفط هذه المياه التي تسببت في تآكل أساس المنزل وأصبحت مرتعًا لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، مؤكدةً أن هذه المشكلة تسببت في وفاة زوجها وقد تجاوزت السنتين دون أن يتحرك ساكن من الجهات المسؤولة. نفايات ومهملات كما اشتكى محمد علي من تجمع المهملات والنفايات وسط أزقة الحي بالإضافة إلى عدد من السيارات الخربة التي جُعل بعضها كمرمى للمخلفات، بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من ألواح الخشب والكراتين المجاورة للمنازل والتي قد تتسب في وقع حرائق أو قد تساعد في انتشار النار لمجاورة بعضها لعدادات الكهرباء. السفلتة والطريق كما أضاف محمد الشهري قائلًا: بعد أن وصف هذه المياه ببحيرة جدة الجديدة إن المياه المتسربة من حفر الصرف والمياه الجوفية شكلت وعورة في الطرق داخل الحي والتي لم تقم الأمانة بسفلتتها، حيث تسببت هذه المياه في انخفاض أجزاء من الطرق، كما شكلت بركًا جراء تشبع الأرض بالمياه لتجبر الأهالي على منع أبنائهم من الخروج خوفًا عليهم من التعرض إلى الأمراض أو السقوط في حفر الصرف الصحي ذات الأغطية المتهالكة وخوفًا عليهم من كيابل الكهرباء المكشوفة. تجاوب الجهات وقال سكان الحي في لقائهم مع «المدينة» إن الجهات المسؤولة أسوأ ما تكون في تجاوبها وتفاعلها مع بلاغاتنا، كما أكدوا تعرض أحد العدادات داخل الحي للانفجار 3 مرات وفي كل مرة يقومون بإبلاغ الدفاع المدني وشركة الكهرباء مع بداية ظهور رائحة الالتماس الكهربائي وتصاعد الدخان لكن هذه الجهات تتأخر في الوصول إلى أن تنقطع الكهرباء داخل الحي بحسب قولهم. كما أضاف سامي اليامي قائلًا: نواصل رفع بلاغاتنا وشكوانا إلى شركة المياه الوطنية بشكل يومي لكن دون جدوى، ففي أفضل الحالات يأتي موظف الشركة ليقوم بإلصاق المخالفات على أبواب المنازل بسبب تسرب المياه مع علمه بأن هذه المياه هي مياه جوفية ومياه صرف صحي. كما وجه عبدالهادي رسالةً إلى شركة المياه على لسان أهل الحي بعد أن تلقوا عددًا من المخالفات قائلًا: «من يقوم بتعويضنا بعد أن تعرضت منازلنا ومفروشاتنا للتلف جراء الإهمال المتواصل واللامبالاة». شركة المياه وبالاتصال على غرفة العمليات بشركة المياه التي تتلقى شكاوى المواطنين أفاد أحد الموظفين أن غرفة العمليات تلقت عددًا من البلاغات في الحي، وتم على الفور إبلاغ فرق الصيانة للوقوف على أرض الواقع والمشكلة، مؤكدًا أن جميع بلاغات المواطنين والمقيمين تؤخذ بعين الاعتبار وعلى قدر كبير من الأهمية. المزيد من الصور :
مشاركة :