تفاقمت مشكلة طفح المياه الجوفية في أحياءالحمدانية والفلاح والهدى شمال شرق جدة لتطال بيوت المواطنين من الداخل وتتسبّب في حدوث العديد من الخسائر المادية والمعنوية مما دعا عدد منهم للتقدم بشكاوى لمقام إمارة منطقة مكة المكرمة يطالبون فيها بالنظر في حل المشكلة إضافة الى معاقبة الجهة المقصرة والتي تسبّبت في ظهور هذه الاشكالية التي باتت تهدد أساسات البيوت، وقد تساهم في انهيارات للعقارات التي غمرتها المياه الجوفية. وكشفت شركة المياه الوطنية أن هناك مشروعًا لتصريف المياه وتخفيض منسوب المياه الجوفية قيد التوقيع سيساهم في وضع حلول جذرية للمشكلة، وسيظهر للنور قريبا حسب قول المتحدث الاعلامي بالشركة. بينما شنّ المجلس البلدي هجوما «لاذعا» لشركة المياه الوطنية، لتسببها في ظهور العديد من مشكلات التصريف للعديد من الأحياء والذي يعاني من مشكلة بيئية وصفها بـ «الكارثة» وأتهم المجلس سدود مياه الأمطار بالتسبب في المشكلة. غرق الشوارع يقول: أبوعبدالرحمن مزلب المطيري: إن شوارع الحي أصبحت الآن مغمورة بالمياه، وأصبحنا معها نعاني من تكبد المزيد من الخسائر التي تعرضت لها بيوتنا التي دفعنا فيها (تحويشة العمر)، والغريب في الامر ان الجهات ذات العلاقة لا تتدخل لحل المشكلة فيما شاركه عبدالعزيز الحارثي قائلا: تجمع المياه على شكل مستنقعات ساهم في انتشار الحشرات وتكاثرها بشكل يثير المخاوف في نفوس السكان، حيث نعاني بسبب تدفق المياه الجوفية، والتي لا تجد من يعالجها او يخفف من منسوبها، لقد رفعنا العديد من الشكاوى ولكن لا حياة لمن تنادي ونشرنا معاناتنا في جميع وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ان يتحرك المسؤول وايضا لم يستجب لتلك المناشدات أي منهم مما دفعنا للاستعانة بالصحف للحضور على ارض الواقع ونقل مشكلاتنا بالصوت والصورة ونتمنى ان يتفاعل المسؤول ويقوم بواجبه تجاه حل هذه المشكلة الخطيرة التي تهدد بيوتنا جميعا. مخاوف الانهيارات ويقول نايف المطيري: أكثر شيء أصبح يثير فينا المخاوف مع تفاقم هذه المشكلة هو ان تتعرض بيوتنا للانهيار بسبب المياه الجوفية التي داهمت اساسات المباني، حيث اكثر من صاحب عقار في الحي تعرضت الارضيات للدور الاول للهبوط، وتكسرت انابيب التصريف، واختلط الحابل بالنابل، واصبحنا نتكبد الخسائر المادية والمعنوية من كل الاتجاهات واتفق صالح الصالح وعبدالله القرني على ان «المسؤول» قصّر كثيرا في التعاطي مع المشكلة، مؤكدين انهم قاموا برفع الكثير من الشكاوى والملاحظات والمناشدات الموجه لأمانة محافظة جدة ولشركة المياه الوطنية مجرد تخدير وقال اللواء متقاعد عوض الشهري وهو من سكان حي الحمدانية: إلى متى ستظل سياسة شفط المياه وترقيع الشوارع وسيلة العلاج التي تتبعها الإدارات المعنية وعلى رأسها شركة المياه، لابد من معالجة الأمر من جذوره، وإلا سنظل نعاني من طفح هذه المياه بهذه الغزارة، مشيراً إلى ضرورة ملاحقة المياه الجوفية إلى مصدرها، كي يتم التأكد من أنها مياه جوفية أم مياه صرف صحي، لافتاً إلى شكوك الأهالي في أنها خليط يخرج إلى سطح الأرض «وإلا ما الذي يفسر انتشار البعوض بهذه الكثافة داخل هذه المستنقعات والتي تتسبب بالعديد من الأمراض لأبناء الحي»، وأضاف أن ما يقدم من المسؤولين حلول بطيئة لمشكلة مزمنة. المياه الوطنية: مشروع بين الشركة والأمانة سيخرج للنور «قريبا» المتحدث الاعلامي في شركة المياه الوطنية خالد مقبول قال: إن الشركة تلقت العديد من الشكاوى لسكان أحياء الحمدانية، لافتًا إلى أن الشركة قامت على الفور بالتواصل مع المسؤولين في الامانة لإيجاد حلول سريعة للمشكلة في الحي، وكشف أن هناك مشروعا بين الشركة والامانة سيتم التوقيع عليه وخروجه للنور «قريبا» يتناول حلّ مشكلة التصريف في الحي، بالاضافة الى مشروع لتخفيف منسوب المياه الجوفية. أمانة جدة: صهاريج لشفط المياه المتجمعة في الأراضي الفضاء «المدينة» تواصلت مع المركز الاعلامي بأمانة محافظة جدة، وأفادنا أن فرق الكشف قامت بدورها في الوقوف على الطبيعة ورصد المشكلة، وقام فرع البلدية باستنفار عدد من الصهاريج لشفط المياه المتجمعة في عدد من الأراضي الفضاء، وقامت الفرق أيضا بردم عدد من المستنقعات كحلول سريعة تخفف من وطأة المشكلة على السكان، بالاضافة الى اخذ عينات من المياه لتحليلها وكشف مصدرها، والتأكد أيضًا من أنها مياه جوفية. المجلس البلدي: لابد من التأكد من علاقة سدود الأمطار بالتسربات من جانبه، عقد المجلس البلدي في محافظة جدة عدة اجتماعات مع أهالي الهدى والفلاح والحمدانية، بحضور عضو المجلس المنتخب عن منطقة شرق الخط السريع بسام أخضر والعضو يوسف الحمراني ورئيس لجنة صحة البيئة الدكتور خالد العسيري ورئيس المجلس البلدي المهندس عبدالمجيد البطاطي. وأوضح أخضر أنه يجب النظر إلى هذه المشكلة ليس فقط في جانبها الصحي وما تتسببه من أمراض للأهالي، بل يجب النظر إليها في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، فعلى الجانب الاجتماعي، العديد من أصحاب المنازل هجروا منازلهم واتجهوا إلى استئجار شقق في أحياء أخرى ما تسبب في ابتعاد المواطنين عن أقاربهم وما يترتب على ذلك من افتقاد للعلاقات اليومية بين أهالي الحي، فضلاً عن اضطرار أرباب المنازل من شراء أثاث جديد يتناسب وسكنهم الجديد وما يفترضه ذلك من تكاليف مالية كبيرة وإضافية عليهم. وأبدى أخضر مخاوفه من أن تكون السدود التي تم إنشاؤها في المنطقة بعد كارثة سيول جدة عام 1430هـ، هي من تقف وراء طفح المياه في أحياء الفلاح والحمدانية والهدى، نتيجة ضغط المياه وقوتها تحت أرض السدود نفسها، داعياً في الوقت نفسه الجهات المعنية للتأكد من هذه الحقيقة بطريقة علمية، فيما لو أرادت البحث عن حلول جذرية، لاسيما وأن التربة التي أنشئت عليها تلك السدد هي تربة تعرف بـ «السبخات»، وهي تربة نوعا ما رملية تسمح بمرور المياه منها بسهولة. وأضاف أخضر : أنه لا خيار أمامنا سوى معالجة المشكلة من جذورها، وإلا فإن طفح المياه بهذا الشكل سيؤثر لا محالة على أساسات المنازل، بما يقلل من عمرها الافتراضي، ولذلك فإن الحلول البسيطة والمبسطة لم تعد تجدي نفعاً، ولا بد من تكاتف وتعاون جميع الجهات المعنية بهذا الأمر وأن تدرسه دراسة علمية تصل من خلاله لحلول تنفيذية علمية أيضا لسد الثغرات التي تأتي منها المياه. رئيس المجلس البلدي بجدة المهندس عبدالمجيد البطاطي قال: ان المجلس تابع باهتمام بالغ مشكلة السكان في حي الفلاح، لافتا الى انه تم التنسيق والتواصل مع شركة المياه الوطنية ومسؤولي الامانة، مبينا ان الدور الاكبر على شركة المياه الوطنية في وضع مشروع تصريف المياه وتخفيض منسوب المياه الوطنية محل التنفيذ لانقاذ احياء جدة، وما يعانيه حي الفلاح هذه الايام، مؤكدا ان المشكلة ستنتهي بتضافر جميع الجهود للجهات المعنية. د. البار: الوضع البيئي في الحي مأساة حقيقية عضو المجلس البلدي لشؤون البيئة الدكتور عدنان البار قال عن مشكلة طفح المياه الجوفية في حي الفلاح: إن الوضع البيئي في الحي عبارة عن مأساة حقيقية، وبدوري ناشدت مقام الإمارة والمحافظة عبر حسابهما في موقع تويتر، وتم التواصل مع المواطنين في الحي لجمع المطالبات ورفعها للمسؤولين، وتم ايضا الطلب من مسؤولي شركة المياه الوطنية لبحث حلول سريعة للمشكلة، علما ان المسؤول الحقيقي عن المشكلة هو الشركة وليس الامانة، وهذا ليس دفاعا عن الامانة، وسيتم النقاش وتناول المشكلة بكل شفافية مهما كانت الجهة سواء الامانة او شركة المياه الوطنية، المهم هو حلّ المشكلة ووضع لحلول للمواطنين في حي الفلاح.
مشاركة :