لا أحد يختلف مع الغالبية، أن الإعلام له دور كبير في صناعة الأحداث، وتوجهات الشعوب، ولم يعد الإعلام مُجرد فقاعات، بل تعداها ليكون الوسيلة الأولى في الحروب، ولعب الإعلام – في أشكاله كافة وبالقدرات التي كانت في متناول أيادي الشعوب – دورًا كبيرًا في تغيير مفاهيم وترجيح كفة عن أُخرى!. ومُنذ التاريخ، كان ومازال للإعلام دور كبير وهام في العديد من التوجهات واتخاذ القرارات وتأثيرها على صانعي القرار، والمُتلقي بنفس الوقت. الآن نحنُ في زمن التقنية و«الإعلام الجديد» وزمن «الفور جي» و«الفايف جي» وزمن الأخطبوط «الإنترنت» وزمن نقل البيانات وعظمتها وكبر حجمها، وزمن التلاعب في الصورة والحدث وزمن «الهيلوقرام»، وزمن الفن والإبداع في أنواعه كافة، وهنا تستطيع أي قناة تلفزيونية أن تعطيك من الأخبار والأحداث ما لم تتوقعه وما لم يحدث بتاتًا، بفضل التقنية وعالمنا المُتجدد، ونحنُ نعيش اليوم في عالم متسارع من الأحداث والصراعات في اليمن والجزائر والسودان وليبيا والعراق وسوريا، وغيرها من أماكن الصراع، ومع الأسف أنها لا تقع إلا في شرقنا الأوسطي. يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تغيير المفاهيم ونقل الأحداث بصورة معاكسة، وينجح من لديه الآن عالم من المُبدعين في التصميم والتقنية الحديثة، عكس الفترات التي مضت كانت القنوات تتسارع إلى جذب المراسلين المُحترفين، المُخاطرين، الذين ينقلون لك الأحداث من قلب الحدث، ويعرضون أنفسهم للموت، ولكنها لُقمة العيش والبحث عن الحقيقة، ونقل الصراعات وما يدور للمشاهد كما هي دون تزييف أو تحريف. الآن، تتسابق القنوات على من يجلس في مكتبه الفاخر المُكيّف وقهوته الفرنسية الفاخرة وأمامه الشاشة الصغيرة، وبمُجرّد ضغطة زر يُبدع لك في أخبار وأحداث، ويعمل لك «موشن جرافيك» وتصاميم تراها حقيقية على الشاشة وهي التي لم تحدث قط!. «قناة الجزيرة» تنفق الملايين لجلب هؤلاء والتعاقد معهم، وتنفق الملايين على الدعايات الكاذبة والأخبار المُلفقة وإثارة الشائعات، ولم تُدرك حتى الآن أن كل ما تقوم به يذهب لقاع البحر، فالعقول ليست كما هي في السابق، فقد تفتحت واستنارت، ولديها عشرات المصادر، وعشرات مواقع البحث، لتتأكد من المصداقية ومن مصدر الخبر!.
مشاركة :