بادئ ذي بدئ حقيق بنا أن نشير إلى أن الذين تناولوا أمر رفع معدل الإنتاجية صنفان: الأول يحاول رصد جملة عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية، وذلك ما سنركز عليه في هذا المقال، خاصة وأنه جانب تغفله الكثير من النقاشات. أما الضرب الثاني من تناول مسألة رفع معدلات الإنتاج فركز على عادات تقنية (لا تتورط في تعدد المهام، اصنع قائمة، ابتعد عن المشتتات.. إلخ). والحق أن هذا مهم، لكنه يجب أن يُبنى على أساس سابق عليه، ومن هنا آثرنا الحديث عن عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية. اقرأ أيضًا: كيف تعمل تحت ضغط؟ قوة العادات لا نظن أننا في حاجة إلى الإشارة للسطوة التي تمارسنا علينا العادات؛ فهذا أمر معروف من تلقاء نفسه، وصار بديهيًا من كثرة ما شدد الباحثون عليه. ولك أن تعلم أن 40% من أفعالنا اليومية، وفق بعض الدراسات في هذا المجال، تعتمد وبشكل أساسي على العادات. إذًا ما يوجهنا ويملك دفة حياتنا هو العادات، فلماذا لا نقلب الطاولة ونتمكن نحن من هذه العادات؟ _ وهذه مسألة كنا تناولناها في مقال آخر _ فمن خلال ذلك يمكن أن تكون حياتك بالفعل أكثر إنتاجية. ودونك قول أرسطو: «نحن ما نفعله بشكل متكرر. التميز، إذًا، ليس فعلًا ولكنه عادة». تريد أن تكون متميزًا؟ إذًا اتبع العادات التي تؤهلك لذلك، ومن هنا آثرنا الحديث عن عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية؛ أملًا في إلحاقك بركب الناجحين. اقرأ أيضًا: الخوف من المستقبل.. في مديح اللايقين عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية ويرصد « رواد الأعمال » جملة عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية وذلك على النحو التالي.. نم جيدًا بداية اليوم مهمة لكنها مرتبطة على نحو صميمي بنهايته؛ فلكي تبدأ يومك بشكل جيد عليك أن تنهيه بشكل جيد أيضًا، فبعض الأيام _حين ينفرط العقد من أيدينا ولا نملك زمام الأمور_ لا نريد منها سوى أن تمر، لكن الصواب ليس تمني مرور هذا اليوم الذي لم نتبع فيه جدولنا الشخصي، ولم نقم بما خططنا للقيام به، وإنما أن نعمد إلى إنهاء هذا اليوم بشكل صحي وصحيح. إذًا إنهاء اليوم على نحو سليم يكون من خلال أخذ قسط كافٍ من النوم؛ ولكي تتمكن من ذلك عليك الذهاب إلى سريرك في الموعد المحدد بالضبط، وأن تخلف وراءك هاتفك المحمول، وكل الأجهزة الإلكترونية التي تكدر عليك نومك. ثم، في النهاية، أن تصحو أيضًا في الوقت المحدد، وتجنب تلك الإغفاءات القصيرة التي لا تعمل سوى على إرهاقك واستنزاف طاقتك. اقرأ أيضًا: الإجابات السريعة.. لماذا يصدقك الآخرون؟ تناول إفطارًا جيدًا 31 مليون أمريكي لا يتناولون وجبة الإفطار، يتخطونها بكل بساطة، لكن الأمر حقًا كارثي، وآثاره وخيمة جدًا في الصحة ومعدلات الإنتاج. حين تفكر في عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية لا يجب أن تغفل إدراج الإفطار الجيد من القائمة، ولا مانع من أن تخطط للإفطار هذا قبل خلودك إلى النوم بالليل؛ الأمر ليس مقتصرًا على لذة الطعام فحسب، وإنما لأن نفع الطعام متعدٍ، وقديمًا قال الأديب والروائي نيكوس كازندزاكي: «قل لي ماذا تفعل بما تأكله، أقل لك من أنت». اقرأ أيضًا: كيف تصنع خطة رئيسية لحياتك؟ افعل الجميل ولا تخبر به أحدًا واحدة من تلك النصائح البليغة التي أزجاها فالتر بنيامين في كتابه «شارع ذو اتجاه واحد» قوله: «تحدث، إذا شئت، عما اكتمل». فعليك أن تنخرط في إنجاز الأشياء التي عليك النهوض بها، أو التي تبغي إجراء تغيير بشأنها _كأن تمارس الرياضة في الصباح، أو تقرأ خمس صفحات من كتاب في اليوم أو أي أمر آخر_ لكن لا تخبر بذلك أحدًا إلا إذا وصل المشروع _أيًا كانت ماهيته_ إلى أوجه واكتمل. فأولًا: حديثك عما لم يكتمل إنجازه يثبك همتك نحوه، وثانيًا: بعض الناس قد يحبطونك، ويرون أن ما تفعله غير ذي جدوى، وهو ما يصدك عن السير في الطريق. اقرأ أيضًا: المسافة الاجتماعية.. الطريق لصحة العلاقات الشخصية لا تحسد أحدًا قد تظن أنه لا يمكن إدراج هذه النصيحة ضمن قائمة عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية، لكن لننظر إلى الأمر من ناحية أخرى: البغضاء ثقل، فحين تكره أحدًا وتحسده وتقارن نفسك دومًا به فستجد أنك، دون أن تدري، انصرفت عن كل أهدافك، وصار هذا الشخص الذي تبغضه أو تقارن به نفسك احتل عليك كل حياتك. لذا؛ فإن الناجحين لا يحسدون أحدًا، ولا يقارنون أنفسهم بأحد، فالواقع أنهم منشغولون جدًا بأنفسهم وأهدافهم، ولا وقت لديهم لحسد أحد أو الحقد عليه. اقرأ أيضًا: التطوير الدائم للذات.. لماذا لا يجب أن تتوقف المسيرة؟ اختبارات الذكاء.. هل من مجال للإبداع؟ كيف تشعر بالسعادة؟.. 7 عادات لتعزيز طاقتك الإيجابية
مشاركة :