تدور في بعض المجالس المغلقة الكثير من الأحاديث الممتعضة من بعض الأنشطة الترفيهية والفعاليات الفنية التي أقيمت وتقام في عدة مواسم، شملت مدنًا رئيسية إلى جانب بعض الفعاليات الأخرى في مدن ومحافظات أخرى في مختلف مناطق السعودية. فيما يبدو لي أن أحد أهم أسباب الرفض من فئة معينة من المجتمع، تعود إلى الوقوع في أسر فكر ماضوي تكيّف بشكل أو بآخر مع فكر أيديولوجي مبرمج، فكر يناهض التغيير ويحارب كل مستجد، ويحرّم كل محاولة تحرّر المجتمع من أسر الوصايا التي استعبدت الناس بمبررات واهية وشعارات زائفة. والفئة الأخرى التي ترفع شعار الوطنية وتلعب على وتر توفير السكن والوظائف والخدمات الأساسية والتي تراها أهم من كل هذا البذخ الذي يُصرف على الترفيه مثلا، وهذه الفئة هي خط الممانعة الآخر الذي يقف جنبًا إلى جنب مع الفئة المؤدلجة الأولى. على حد حلمي، أن الوطن يحتاج – كما أشار الأمير محمد بن سلمان – إلى تنوّع مصادر الدخل في بلد فتي، يشكّل فيه الشباب أكثر من 70 في المائة وتحيط به الأخطار من كل جال، وهذا لن يتأتى إلا بفتح الوجهات السياحية الدينية والتاريخية والثقافية لجذب السياح والمستثمر الأجنبي والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال، ولن نلمس عائدات هذا الرافد الاقتصادي من هذا الجانب إلا بعد عدة سنوات، أما إذا ما بقينا في ذات الخطاب المتكلّس الذي عطّل مناشط الحياة بشكل عام، فسنتآكل من الداخل، وتترهّل بلادنا وتشيخ قبل أوانها. من جانب آخر، واقعيًا البلد مازال يحتاج الكثير من الخدمات الأساسية، والمواطن مازال ينتظر الكثير من فرص العمل والسكن المريح والعيش الرغيد، ولكن هذه الحقوق المشروعة ليست من اختصاص هيئة الترفيه وإنما لكل حقيبة وزارية مهامها التي يفترض أن تضطلع بها، لتتحقق منظومة من الأولويات والكماليات في وطنٍ يركض في دمائنا أحلامًا لا تنتهي، ومباهج لا تموت.. ويكفي.
مشاركة :