أشيد بقرار إنشاء هيئة الترفيه، فبصراحة «كده»: إنّ نوعية الحياة في مدننا يشوبها الكثير من الروتين والرتابة، خصوصاً للشباب الذين يُكوّنون السواد الأعظم من عدد السُكّان، ألا وهو نسبة (٧٠ ٪) حسب الإحصائيات!. وحتماً ستسعى الهيئة لصناعة أشكال الترفيه التي نحتاجها، من الأشكال الكثيرة المعروفة خارجياً، وإضافةً للأشكال القليلة والموجودة في الداخل. لكن يظلّ توظيف الشباب هو الترفيه الحقيقي لهم، فنسبة البطالة لدينا كبيرة وهي (١٢ ٪)، ولا ينفع أيّ ترفيه مع العاطلين عن العمل مهما ارتفع تركيزه وتنوّعت طرقه، فالترفيه يلزمه مال، ومن أين يأتي العاطلون بالمال كي يترفّهوا؟! واليوم هو (٢٤) ساعة، ولو توظّف العاطلون لـ (٨) ساعات يومياً وناموا (٨) ساعات أخرى لما احتاجوا إلّا لترفيه بسيط في الـ (٨) ساعات المُتبقيّة. هذا عن العاطلين عن العمل، أمّا الشباب الموظّفون فأستئذنكم بتغيير عنوان المقال إلى «وظِّفني صح ترفِّهني»، فالـ (٨) ساعات التي يقضيها الموظّفون في دوامهم، سواءً في جهات القطاع الحكومي أو الخاص، هي ـ إلّا ما رحم ربّي ـ تُدار بشكل لا نموذجي، وهي أكبر وأهم سبب للروتين والرتابة التي تُفسد أيّ ترفيه خارج نطاق العمل، فالبيروقراطية والمحسوبية وعدم التقدير وتواضع الحوافز وغيرها ممّا يوجد في بيئتنا الوظيفية تصدّ النفس كثيراً عن الترفيه خارجها، وهذا ما تنبَّهت له دول عديدة، وأبرزها اليابان، فحسّنت بيئتها الوظيفية، وانعكس ذلك إيجابياً على مُخرجات العمل «الأهم» وعلى ترفيه الموظّف «المهم». إذن، إذن ماذا؟ إذن، أكرّر أصالةً عن نفسي، ونيابةً عن الشباب، ورزقي على الله: وظِّفني ترفِّهني!. وظِّفني صح ترفِّهني!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :