لا أظن بأني أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي بخبر الموسيقى والمسرح في مناهجنا من العام المقبل، أخيرًا سيكون لدينا جيل مختلف لديه معرفة ودراية بالفنون. هذا القرار سينعكس على ممانعة بعض الأفراد في التعليم، هؤلاء الذين يختبئون خلف القرارات ليسخروا منها ويذموها ويحاولوا أن يقفوا أمامها في نقاشاتهم، ومثل هؤلاء تجدهم مندسين في تحوير المنطق برمته، فيتجهون لتكييف القرارات كيفما أرادوا ولنا في المسرح المدرسي في الأعوام الماضية شواهد قائمة. أعتقد أن هذا القرار جعل الأشخاص الذين يقفون في المناطق الرمادية واضحين أكثر لتحديد هوياتهم الحقيقية، بل أجد أن هذا القرار أخذ المسرح المدرسي بيده ودفعه ليكون المحرك المهم في عجلة التنمية. الآن يقول الوطن: كونوا معي، يقول لنا كلنا من ممثلين وكتاب وفنيين ومخرجين ومصممي إضاءة وكل رفاق التعب والجهد، أولئك الذين كانوا يظنون أن ثمار حراكهم وأفكارهم وممارساتهم المختلفة لن تؤتي أكلها، ها هي الفنون ستدخل لمدارسنا من بابها الكبير، ستدخل لتجعلنا ندرك قيم الاختلاف فيما بيننا، ستدخل الفنون لتساهم في خلق طالب مختلف معرفيًا وسلوكيًا. سيقدم الطالب نفسه دون خجل، دون خوف، سيغني لأن اسمه «غناء» وسيسير صوته مع «الإيقاع» لا مع الآهات البشرية، سيقدم عرضًا مسرحيًا وليس مشهًدا تمثيليًا، سيعزف آلته الموسيقية دون أن يفكر في ردة فعل أي معلم كان يروج للقضاء على الفنون باسم الدين. يتسع هذا الوطن بالجهود المخلصة والحقيقية التي تفكر بانضباط تام وبمهنية حقيقية وتمارس البناء بطريقة مختلفة ولا تسعى للهدم قدر سعيها لتوثيق روابط المعرفة بالأرض وتغذينا لننتمي لها بفخر، ولنكون علامة مضيئة قادرة على الفخر بجهدها المبذول، محققة بذلك ذاتها التي تستحق الفرح. فاصلة، يقول مساعد الزهراني: المسرح الذي يقدم في المدارس قادر على تطوير التلقي عند الطالب مما يساهم في فتح مدارك الطالب، ويساعد في تطوير الذائقة لديه مما ينعكس على تحسين التحصيل الدراسي.
مشاركة :