سنان: عليك سلام الله | م. طلال القشقري

  • 3/31/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في خِضِمّ الكدَح الدنيوي يغفل الإنسان عن الحقيقة الكونية الكُبْرى، ألا وهي "الموت" الذي كتبه الله على كلُّ نفس!. وموت الأبناء في حياة والديهم من أشدّ الوقائع ألماً، لأنهم كانوا أقرب الناس إليهما، وقُرّة عين لهما، ومُضغةً عزيزةً من الجسد، وفلذةً غاليةً من الكبد!. وقبل أيام جرت أمامي إحدى هذه الوقائع، إذ فُجِعت شقيقتي "خديجة" وزوجها رجل الأعمال "عبدالرحمن زارع" بوفاة ابنهما الأكبر سِنان، فبكته عيناهما لأيام وليالي بالدموع الغِزار، وخيّم على قلبيهما ألم الفراق، وتملّكت منهما لوعة الأسى، حتى أنني خشيت عليهما، فعظّم الله أجرهما، وأحسن عزاءهما، ولا أملك لأواسيهما سوى القول بأنّ الخلود لله وحده، والفناء لما سواه، ولا يسلم من الموت أحد، لا نبيّ مُرسل، ولا ملَكٍ مُبجّل، ولا فقيرٍ مُذلّل، وهما إن شاء الله من المؤمنين بقضاء الله وقدره، الراضين به، والله يبتلي عباده وإماءه بأمورٍ وأحوالٍ فيها حكمة، وتجلب لهم الخير عاجلاً أو آجلاً، ويبقى الصبر ملاذاً مُباركاً لفقدان الأحبّة، كيف لا؟ والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينقل لنا بشارةً عظيمةً عن ربّه عزّ وجلّ أنه ما من جزاء للعبد الصابر والمحتسب على قبض صفيّه في الدنيا إلّا الجنّة!. والفقيد سِنان، ابن الأخت الحبيب، مات وهو مضطجع، واضعاً خدّه على يديه، وكأنه نائم، حتى أنّ كلّ من رآه ظنّ أنه نائم، ولم تبدُ عليه علامات الموت، وكان في حياته مُحِباً لأبي وأمّي اللذيْن ربّياه في طفولته، فشاءت ارادة الله أن يُدفن بجوارهما، فأرجو لهم الجنّة جميعاً ومرافقة الصالحين!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح أهدت والديْ سنان بيتي شِعر لابن الرومي من قصيدةٍ له يرثي فيها ولده: وأنْت وإن أفردْت في دار وحشةٍ.. فإني بدارِ الأنْسِ في وحشةِ الفرْدِ!. عليك سلام الله مني تحيةً.. ومن كل غيثٍ طيب البرقِ والرعدِ!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :