الإنترنت أخطبوط العصر، تغلغل فينا لدرجة أنه بات يُسيِّر حياتنا، ويؤثر فيها بشكل كبير، ومع أزمة كورونا أصبح وجهتنا، وملجأنا لقضاء أعمالنا، وأوقات فراغنا، ولقاء الأحباب والأصحاب، ولا أظن أحدا قادرا على العيش بمنأى عنه، حتى لو كان لا يملك جهازا ذكيا، أو ليس لديه القدر الكافي من الذكاء للتعامل معه. أصبح الإنترنت ضرورة، وواقعا يجب قبوله بما له وما عليه، ولو تحدثنا عن نماذج في فضاء الإنترنت ساهمت في هذا التغلغل، لوجدنا الكثير من المواقع، والبرامج، والتطبيقات، بلا شك لها جانب إيجابي، وآخر سلبي، وبالتأكيد هي بحسب استخدامنا لها، المهم هو كيف نسخرها لتسهيل حياتنا؟ ولعل نموذجا واحدا من هذه النماذج، يكشف مدى هذه التغلغل، والتدخل في تفاصيل حياتنا، لدرجة أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونتعامل معه، أو نسمع اسمه، إنه سيد الإنترنت، وحيد زمانه، وفريد عصره «غوغل» وما أدراك ما غوغل؟ هذا الذي كان مجرد مشروع بحثي لطالبين يقومان بتحضير رسالة الدكتوراه، ثم تطور ليصبح من أكبر الشركات العالمية، قد يظن البعض أنه مجرد موقع بحث على الشبكة العنكبوتية فقط! والعارف منا قد يعدد أيضا «Gmail» و«YouTube» ومستندات غوغل، والحقيقة أننا نجهل أن شركة غوغل تقدم أكثر من 200 خدمة ومنتج، جزء من هذه الخدمات والمنتجات سيطر على حياتنا بشكل كبير، فلا يمر يوم إلا ونستخدم على الأقل منتجين أو ثلاثة. القادم شيء مبهر، حيث المزيد من التغلغل والسيطرة على حياتنا، نعم بشكل إيجابي، ولكن هناك آثارا جانبية، لعل منها ضعف الاعتماد على العقل، والتفكير، والتذكر، الذي قد يؤثر على قدرتنا على الاستيعاب، والانتباه، ولكي تستيقن جرب أن تطرح سؤالا بسيطا على من حولك، كذلك من آثارها، اختراق الخصوصية، وتخزين البيانات، والمعلومات، في فضاء لا أمان فيه بشكل تام. يبقى السؤال: هل يجب أن نخاف من غوغل أم لا؟ وهنا أترك لك –القارئ الكريم- الإجابة؟ تصف شركة غوغل مهمتها على النحو التالي: مهمة غوغل تقتضي بتنظيم معلومات العالَم، وجعل إمكانية الوصول إليها ممكنة من جميع أنحائه، وجعلها مفيدة للجميع كذلك.
مشاركة :