على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت الكثير من الشركات على الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور المستهدف، وساعدت الكثير من رواد الأعمال على إدارة أعمالهم والتسويق لها بدون إنفاق أموال طائلة، إلا أنها على الجانب الآخر كان لها تأثير سيئ قد يقلل من فرص النجاح في العمل في المستقبل. وفي حين يعتمد مستقبل العمل على التفكير والابتكار، فإن كل الأشياء في عالم اليوم، وبشكل خاص مواقع التواصل الاجتماعي تشتت ذهن الأشخاص، ولا تساعدهم على التركيز، ويتضح ذلك بشكل جلي بالنظر إلى عدد التغريدات التي ينشرها الأشخاص على موقع "تويتر" وحده، والتي تُقدر بـ 500 مليون تغريدة يوميًا. ويثير ذلك تساؤلاً مهمًا حول كيف يمكن للأشخاص أن يبتكروا أفكارًا جديدة، دون التركيز والمثابرة من أجل تطويرها. 3 مهارات أساسية عليك تطويرها من أجل النجاح في العمل في المستقبل المهارة الشرح 1- تقليل مصادر الإلهاء والتشتت - يقول الكاتب كال نيوبورت، وهو أستاذ جامعي في علم الحاسوب، إنه في ظل غياب مؤشرات واضحة لما يجب أن يفعله عمال المعرفة (وهو مصطلح يُطلق على أولئك الذين يعتمدون على المعرفة كرأس مال لهم)، لكي يكونوا منتجين وذوي قيمة في وظائفهم، أصبح الكثير منهم يعتمدون على مؤشر الإنتاج الصناعي (مؤشر يقيس إجمالي حجم الإنتاج في الدولة بغض النظر عن قيمته السعرية)، وبالتالي فإنهم يقومون بالكثير من الأشياء. - ويشير نيوبورت إلى أهمية أن يحدد عمال المعرفة طريقة أفضل لإظهار قيمتهم، ويتناول في كتابه "العمل العميق" الفرق بين العمل الضحل والعمل العميق، فقد ينجز الأشخاص أعمالاً كثيرة، لكن بدون جودة، ومن الضروري أن يدرك الأشخاص الفرق بين النشاط والتأثير، إذا ما أرادوا النجاح في العمل في المستقبل. - رغم أن معظم الأشخاص يعرفون أن التحقق من رسائل البريد الإلكتروني كل عشر دقائق يؤثر على الإنتاجية، إلا أن من الصعب عليهم تجنب ذلك، خاصة في ظل الظروف التي فرضها وباء كورونا على العالم، فالتركيز في العمل أو المذاكرة من المنزل أمر صعب للغاية، خاصة أن ضغوط الحياة اليومية تجعل الأشخاص يرغبون في الهروب من مشكلات الحياة، بالبحث عن مصادر للإلهاء، بما في ذلك الإفراط في مشاهدة الأعمال على "نتفليكس"، والإفراط في التسوق، وغير ذلك. - تسبب ذلك في تشتت الأشخاص، وتراجع قدرتهم على التركيز، ولأن الفرص في المستقبل ستكون من نصيب أولئك الذين يمكنهم التركيز للوصول إلى أفكار جديدة، فمن المهم أن يبدأ الأشخاص من الآن في تقليل مصادر الإلهاء بالنسبة لهم، وفهم أن التركيز من أجل إنجاز مهمة واحدة بجودة أفضل من القيام بمهام متعددة دون جودة. 2- إيجاد الوقت للتفكير - تعقد الشركات مئات الاجتماعات سنويًا، التي يطرح الموظفون خلالها آلاف الأفكار، وفي النهاية لا يُنفذ من هذه الأفكار سوى عدد قليل للغاية، لأن أغلبها يكون سطحيًا. - يتطلب المستقبل شيئًا أكثر فاعلية من مجرد طرح الأفكار بغرض المشاركة فحسب، فالاجتماعات بهذه الطريقة تتحول إلى مصدر إلهاء للموظفين وليست طريقة لتحفيز تفكيرهم، فعقد الكثير من الاجتماعات أسهل بكثير من بذل جهد حقيقي في التفكير بدون تشتت للتوصل إلى أفكار فعالة. - لذلك من المهم أن يخصص الموظف وقتًا قبل أي اجتماع للتفكير في طرق جديدة لحل نفس المشكلات القديمة، ثم تخصيص وقت للتفكير في طرق لمشاركة هذه الأفكار مع الزملاء والمديرين. 3- الاستثمار في العمل العميق - في حين ينشغل الكثير من المديرين الذين يعملون عن بعد بكثرة التواصل وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، إلا أن القادة الذين يتمتعون بمهارات التفكير المستقبلي يدركون جيدًا أن الاستماع إلى الآخرين هو ما يساعد على التوصل إلى أفكار جديدة. - من المهم أن يشجع القادة الموظفين على طرح الأفكار غير المكتملة، والتخلي عن فكرة ضرورة أن تكون الفكرة مكتملة تمامًا قبل مشاركتها مع الآخرين، لأن التعاون سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى في مستقبل العمل، ومشاركة الأفكار مع الآخرين أفضل طريقة لتسريع عملية الابتكار.
مشاركة :