عبثا يحاول زعيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) تلميع صورة التنظيم الذي انفصل عن رحم القاعدة، قبل سنوات، إلا أن شبح انتهاكاته التي لا تزال عالقة في أذهان آلاف السوريين، لا ينفك يلاحقه. فمنذ أيام يواصل عناصر الهيئة توقيف قيادات سابقة ومقاتلين، في رسائل موجهة للغرب، أملاً بتليين لهجة المجتمع الدولي ضد التنظيم الإرهابي، وإتاحة أي فرصة له بالقيام بدور ربما في أي تسوية مقبلة في سوريا. وفي إطار استمرار زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني ، الترويج لنفسه كمحارب الإرهاب ضمن مناطق سيطرته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوة أمنية اعتقلت قبل يومين قياديا في تنظيم "حراس الدين" يدعى "أبو هاجر الحلبي" برفقة زوجته وأولاده، بعد مداهمة منزله في مدينة إدلب. كما أضاف أن المدينة تشهد في الوقت الحالي استنفارًا كبيرًا لعناصر "تحرير الشام" من أجل تنفيذ عمليات اعتقال بحق مقاتلين آخرين. حملة اعتقالات وفي وقت سابق أيضا، اعتقلت الهيئة قياديا آخر في "حراس الدين" يدعى "أبو أحمد الليبي"، بعد مداهمة منزله في قرية السحارة بريف حلب الغربي. يشار إلى أن الليبي كان يعمل سابقًا ضمن صفوف "تحرير الشام" قبل أن ينشق عنها وينضم إلى "حراس الدين" قبل نحو عامين ونصف. ومع تلك التوقيفات الأخيرة، يرتفع إلى نحو 13 عدد الذين جرى اعتقالهم منذ مطلع الشهر الجاري. يذكر أنه منذ أسابيع أطلق الجولاني حملة اعتقالات في إدلب، أسفرت عن توقيف العديد من القيادات، جلهم تابعون لـ"حراس الدين" التابع للقاعدة، بينهم سوريون ومن جنسيات أخرى، في محاولة لتقديم صورة جديدة للهيئة التي روعت العديد من السوريين لفترات طويلة، ولا تزال تحكم قبضتها على محافظة إدلب.
مشاركة :