بدأ ظهر الاحد العمل بوقف لإطلاق النار في مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال غرب سوريا، بعد التوصل الى اتفاق على هدنة لم تُحدد مدتها، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: تشهد مدينة الزبداني وبلدتا الفوعة وكفريا هدوءا تاما منذ الساعة الثانية عشرة من ظهر الاحد، مشيرا الى الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار. وتوصلت قوات النظام ومسلحون موالون لها من جهة وفصائل مقاتلة من جهة اخرى الى اتفاق هدنة هو الثالث من نوعه خلال خمسة اسابيع. وبحسب المرصد، لم ترد اي معلومات حول مدة وقف اطلاق النار لكن المفاوضات مستمرة للتوصل الى اتفاق اوسع. وأشار عضو في المجلس المحلي لمدينة الزبداني الى تكتم شديد على تفاصيل الاتفاق مضيفا: لم يحدد موعد لانتهاء الهدنة. وقالت المعارضة إن بلدة مضايا -التي تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة- شهدت قصفا عنيفا في الليلة الماضية من جيش النظام ردا على العمليات العسكرية على البلدتين الشيعيتين. وتقع مضايا بعد الزبداني وهي تستضيف آلاف اللاجئين المدنيين. وأوقف المقاتلون من الطرفين عملياتهم العسكرية صباح امس في البلدات الثلاث، بحسب المرصد. وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو هجوما عنيفا على مدينة الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها، بحسب ما يقول المرصد. وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين واللتين يقيم فيهما مواطنون شيعة. وينتمي جزء كبير من المقاتلين داخل الزبداني وفي محيط كفريا والفوعة الى حركة احرار الشام الاسلامية التي تقاتل الى جانب فصائل جيش الفتح وابرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا). ويأتي وقف اطلاق النار الاحد بعد هجوم عنيف شنته فصائل جيش الفتح في اليومين الاخيرين على بلدتي الفوعة وكفريا، بدأ الجمعة بتفجير تسع سيارات مفخخة على الاقل في محيط البلدتين، نفذ انتحاريون سبعة منها. وبحسب المرصد، تسببت التفجيرات والمعارك بمقتل 66 مقاتلا من الفصائل المسلحة واربعين من المسلحين الموالين للنظام وسبعة مدنيين. وبات وجود النظام في محافظة ادلب يقتصر على المسلحين الموالين له في بلدتي الفوعة وكفريا. وسبق ان تم التوصل الى اتفاقي هدنة مماثلين الشهر الماضي في الزبداني والفوعة وكفريا، لم يستمر العمل بهما اكثر من ايام بسبب تعثر المفاوضات حول بنودهما. ومن ابرز العراقيل التي تواجه المفاوضات الاتفاق على بند انسحاب جميع المقاتلين من الزبداني، وتأمين ممر آمن لجميع المدنيين الراغبين في مغادرة الفوعة وكفريا، وتأمين المساعدات الغذائية والطبية للذين يريدون البقاء. في شمال البلاد، قتل 14 شخصا بينهم خمسة اطفال جراء سقوط قذائف على حي الميدان في مدينة حلب، وفق الاعلام الرسمي. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل 14 شهيدا واصابة 25 شخصا جراء قذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الميدان الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب. وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ صيف 2012 وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة السيطرة على احيائها التي تتعرض لقصف متبادل من الطرفين. وتشهد سوريا نزاعا تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص. براميل متفجرة ميدانيا ايضا، أفادت مصادر في مدينة تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا بمقتل تسعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال، وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح، وصفت بعضها بأنها خطرة، جراء إلقاء طائرات النظام عشرة براميل متفجرة على الأحياء السكنية في المدينة. وتشهد المدينة في الأيام الثلاثة الماضية قصفا مكثفا من قبل قوات النظام أدى إلى مقتل نحو خمسين شخصا. يذكر أن مدينة تدمر التابعة إداريا لمحافظة حمص -وتقع شرقها- تخضع بالكامل لسيطرة تنظيم داعش. وفي منطقة الحولة بريف حمص، قالت المعارضة المسلحة إنها تمكنت من رصد طائرة شحن عسكرية روسية من طراز أنتونوف، ترافقها أربع طائرات مقاتلة أثناء مرورها في أجواء المنطقة. وأكدت المعارضة أن أحد المراصد التابعة لها تمكن من التقاط موجات لاسلكية تتواصل عبرها طواقم الطائرات باللغة الروسية، قبل أن تتوجه تلك الطائرات إلى مطار حميميم في ريف اللاذقية. وسبق للمعارضة أن نشرت صورا قالت إنها لجنود روس يقاتلون إلى جانب قوات النظام. وأمس قتل أربعة مدنيين، وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف جوي ومدفعي عنيف من قبل قوات النظام على الأحياء السكنية بمدينة عربين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. كما استهدف القصف أطراف المدينة من جهة إدارة المركبات، مما خلف دمارا واسعا في الأبنية والممتلكات. يذكر أن اشتباكات مستمرة تدور بين المعارضة المسلحة وقوات النظام بمحيط إدارة المركبات، التي تعد من آخر مواقع قوات النظام في الغوطة الشرقية. المعارضة المدربة من جهة اخرى، دخل 75 مقاتلا من فصائل المعارضة السورية تلقوا تدريبات عسكرية بإشراف الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن في تركيا، الى محافظة حلب في شمال سوريا، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد. وقال مدير المرصد: دخل 75 مقاتلا جديدا الى محافظة حلب بين ليل الجمعة وصباح السبت بعد أن خضعوا لدورة تدريبية على يد مدربين اميركيين وبريطانيين واتراك داخل معسكر في تركيا. وأضاف المرصد ان المجموعة دخلت ضمن موكب مؤلف من 12 عربة مزودين باسلحة خفيفة وذخائر تحت غطاء جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن ويشن ضربات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.وبحسب المرصد، دخلت المجموعة الاراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي، سالكة طريق الامداد الرئيسية للمقاتلين والعتاد الى محافظة حلب. واستهدفت هذه الطريق مرارا من قبل مقاتلي داعش لمنع وصول الدعم الى مقاتلي الفصائل. وأوضح عبدالرحمن ان المقاتلين المدربين حديثا انتشروا لتأمين الدعم لمجموعتين، الاولى هي الفرقة 30 التي سبق وتلقت تدريبات امريكية، بالاضافة الى لواء صقور الجبل. ووقعت الولايات المتحدة وتركيا في فبراير في انقرة اتفاقا لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين في تركيا لمحاربة تنظيم داعش في سوريا. وفي اواسط سبتمبر الحالي، اقر قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط الجنرال لويد اوستن ان اربعة او خمسة مقاتلين فقط تم تدريبهم وتجهيزهم من قبل الولايات المتحدة يقاتلون على الارض وان 54 مقاتلا فقط تم تدريبهم حتى الآن. واعتبر اعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الامريكي آنذاك ان برنامج تدريب مقاتلي المعارضة السورية فاشل تماما وأنه مهزلة.
مشاركة :