طالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، خلال زيارته إلى أنقرة، الجانب التركي بضرورة سحب المرتزقة السوريين الذين جرى نقلهم إلى غرب البلاد لدعم حكومة «الوفاق» خلال أحداث طرابلس، حسبما أكده مسؤول في الحكومة الليبية لـ«الاتحاد». وأوضح المسؤول الحكومي، رافضاً الكشف عن هويته، أن الدبيبة حرص خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار على أهمية تقديم أنقرة الدعم للحكومة لبسط السيادة الكاملة في البلاد، والمساعدة في خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب كافة من البلاد. وأشار المسؤول الليبي إلى أن أنقرة وعدت بتقديم الدعم اللازم لإنجاح المسار العسكري «5+5»، خصوصاً فيما يتعلق بالبند الخاص بسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا خلال عدة أشهر، مؤكداً أن الجانب التركي عرض تقديم الدعم الفني للقوات الليبية خلال فترة عمل الحكومة. ولفت المسؤول الليبي إلى أن أنقرة ستواصل تدريب عناصر في قوات الأمن والجيش الليبي خلال الفترة المقبلة، لتكون قادرة على تأمين البلاد وتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد. وكان الدبيبة أكد خلال اجتماع مع أردوغان على أهمية احترام السيادة الليبية، وقال: «نتطلع إلى زيادة حجم التبادل التجاري بطريقة متوازنة، وليبيا ترحب بالشركات التركية وكذلك شركات الدول الشقيقة والصديقة». وفي سياق متصل، أعلن كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والدبيبة، أمس، التزامهما بمعاهدة ترسيم الحدود البحرية الموقعة في نوفمبر 2019. وقال أردوغان والدبيبة في بيان مشترك: «ندعو لعقد مؤتمر إقليمي يحفظ حقوق كل دول شرق المتوسط». وكشف الرئيس التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع الدبيبة عن تفعيل جميع الاتفاقيات مع ليبيا، إلى جانب توقيع 5 اتفاقيات جديدة بين البلدين في مجالات مختلفة، تشمل: بروتوكولاً حول إنشاء محطة كهربائية في ليبيا، ومذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء في ليبيا، ومذكرة تفاهم حول بناء محطة ركاب جديدة في مطار طرابلس الدولي، ومذكرة تفاهم لبناء مركز تسوق في طرابلس، إضافة إلى مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام وإنشاء منصة مشتركة لتبادل المعلومات. ووصل وفد حكومي ليبي برئاسة الدبيبة، يضم 14 وزيراً ورئيس الأركان محمد الحداد، إلى أنقرة، أمس الأول، للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي. على جانب آخر، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش جميع الأطراف إلى استلهام روح شهر رمضان والإفراج عن كافة المعتقلين، خصوصاً المعتقلين تعسفياً في بادرة حسن نية وفتح فصل جديد في تاريخ ليبيا. وأشاد كوبيش بالمبادرات الأخيرة المتعلقة بالإفراج عن المحتجزين المدنيين وغير المدنيين من قبل مختلف الأطراف في شرق وغرب ليبيا، ودعا «جميع الأطراف إلى استلهام روح هذا الشهر الكريم، والاستفادة من الزخم الشعبي الحالي في البلاد». وجدد كوبيش دعوته للسلطات الليبية للعمل معاً لتوفير الخدمات للشعب الليبي، وتوحيد المؤسسات الوطنية، وتكاتف الجهود لتحقيق مطالب الليبيين بإجراء انتخابات وطنية في 24 ديسمبر المقبل. وفي طرابلس، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية وصول شحنتي أدوية ومستلزمات طبية لمطار سبها الدولي قادمة من مصر، وأكدت وزارة الصحة وصول الشُحنتين من مصر، بالتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية.
مشاركة :