جارٌ، عاقلٌ، كريمٌ، حيرني الأسبوع الماضي بسؤال عبر «واتس آب» مبهم، غريب، استوقفني، ترددت كثيرًا قبل الرد عليه، بل أرسلت ثم حذفت، فكرت برد آخر، لكن في آخر لحظة، آثرت التريث، وعدم الاستعجال، فالشيء الوحيد المتأكد منه، أن هذا الجار العزيز لم يرسل السؤال عبثًا!. وبما أننا في أيام اختبارات، فقد رفرفت في مخيلتي، القاعدة التي «أزعجت» بها طلابي في اختباراتهم «فهم السؤال، نصف الإجابة» أو كما يقال «اقرأ، افهم، جاوب» قرأت السؤال أكثر من مرة، تأملته، عزمت على البحث عن جواب دبلوماسي نحو «يجب أن يكون كذلك، ولكن لا يجب أن يكون كذلك»! بعد اجتماع طارئ، عاجل مع بنات أفكاري، خرجنا بالجواب الآتي مع توصية قوية بأن تكون رسالة صوتية، خوفًا من التصحيح التلقائي لـ«الكيبورد»، الذي «يجب العيد» أحيانًا. كان السؤال بالنص: ما هو رأيك في العاقل في جلد جاهل؟ اعرف أيها القارئ الكريم أنك – ربما – تلف جوالك يمنة ويسرة، وتقرب الشاشة منك ثم تبعدها، وربما تلحظها بطرف عينك، محاولًا التركيز، وفهم السؤال! ألم أقل لك أنه محير! عمومًا كانت رسالتي الصوتية: إن كنت تقصد الرجل الكبير العاقل حكمًا الذي يتصرف تصرفات جاهل، فهذا يتم يتجاهله، وعدم الدخول معه في نقاشات، أو النزول لمستواه، وإن كنت تقصد العاقل المعروف بين الناس برزانته، وحكمته، ولكن صدر منه تصرف عفوي، هفوة، أو كبوة جواد، ثم استدرك وصحح، أو تعهد أمام نفسه بعدم التكرار، فكلنا ذلك الرجل، فلسنا ملائكة، بل بشر، جبلنا على الخطأ، ومن ادعى العصمة، أو الكمال فهذا جاهل مخطئ، ولكن العقل والحكمة، والرزانة أن نتعلم من أخطائنا، وألا نكررها. جاري العزيز آمل أن أكون وفقت برد شافٍ كافٍ، وليس عائمًا دائريًا كقول الشاعر «كأننا والماء من حولنا.. قوم جلوس من حولهم ماء».
مشاركة :