جدد المستوطنون، أمس، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وتولت قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال الإسرائيلي حمايتهم وحراستهم خلال جولاتهم في المسجد المبارك، فيما واصل الجنود منع النساء والطالبات من الدخول إلى المسجد واحتجزت بطاقات المصلين من الرجال على بواباته لحين خروجهم منه، في حين واصلت طواقم تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية أعمال الترميم لأبواب المسجد القبلي العملاقة بعد تخريبه بشكل متعمد من قبل جنود الاحتلال خلال اقتحامهم الحرم القدسي ودهمهم المسجد القبلي لملاحقة المعتكفين بداخله، فيما عزز الكيان انتشاره العسكري في القدس المحتلة بآلاف الجنود بسبب قرب عيد الغفران اليهودي، بينما أطلق صاروخ من قطاع غزة وسقط في جنوبي الأراضي المحتلة، حيث قام جيش الحرب بنشر بطاريات جديدة لمنظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ في مستوطنتي سديروت ونتيفوت في الأراضي المحتلة. واعتقلت قوات الاحتلال 21 فلسطينياً في القدس المحتلة ليل الأحد/الاثنين بعد دهم منازلهم، في وقت دانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها قوات الاحتلال بحق المقدسيين، واعتبرت أن استمرارها، وتشريع حرية إطلاق النار لقوات الاحتلال لقتل العزل، والممارسات العنصرية الأخرى، دليلا إضافياً على رغبة السلطات الإسرائيلية بتصعيد الأوضاع في الأرض الفلسطينية والمنطقة بأسرها. ومن المتوقع أن يتوجه آلاف من اليهود إلى البلدة القديمة في القدس، وأعلنت شرطة الاحتلال أنه سيتم منع حركة السير داخل البلدة القديمة اعتباراً من مساء الاثنين(أمس) ونصب حواجز بالقرب منها. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أنها عثرت على كتابات معادية للعرب باللغة العبرية بالقرب من نفق في كريات يعاريم، قرب القدس، حيث خطت كتابات الموت للعرب ودفع الثمن، وينتهج المستوطنون سياسة انتقامية يسمونها دفع الثمن تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وصادقت ما تسمى بلدية الاحتلال على تسمية الشوارع في البلدة القديمة وشرق القدس عموماً، بأسماء عبرية ذات دلالات تلمودية، في خطوة لتهويد المدينة، وفرض الطابع اليهودي عليها. ومن بين الأسماء التي صادقت بلدية الاحتلال عليها استبدال اسم جبل الزيتون بهار همشحاة، وهو الاسم التلمودي للجبل الذي يعد أعلى جبال القدس، ومطل على المسجد الأقصى المبارك، كما صادقت أيضاً على إطلاق اسم شير همعلوت على حي بمدينة سلوان، وهو الاسم التلمودي الذي يدل على الطريق إلى الهيكل المزعوم، ودلالته الدينية السياسية هي تغيير الطريق إلى المسجد الأقصى. وأصيب فتى فلسطيني بالرصاص الحي وآخرون بالمطاطي خلال مواجهات مع الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، إن فتى عمره (17 عاماً) أصيب برصاصة من النوع الحي في قدمه خلال مواجهات مع الاحتلال على مدخل البلدة عقب مسيرة نصرة للمسجد الأقصى، كما أصيب في ذات المواجهات فتيان اثنان برصاص مطاطي في قدميهما، ووصفت إصابتهما بالطفيفة وتم معالجتهما ميدانياً. وطالب المشاركون في مسيرات نصرة للمسجد الأقصى التي نظمت في محافظة الخليل، المجتمع الدولي للتدخل لوقف الاعتداءات على الأقصى والمقدسات الإسلامية. وانطلقت المسيرات في القرى والبلدات والمخيمات كافة في محافظة الخليل، بمشاركة المعلمين وطلبة المدارس، وتم رفع لافتات تستنكر استمرار اعتداء قوات الاحتلال على الأقصى، وأخرى تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية. من ناحية أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين أمس الاثنين، قبر يوسف شرق مدينة نابلس؛ لأداء طقوس دينية، تحت حماية جنود الاحتلال، فيما اندلعت مواجهات في محيط المنطقة، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إسرائيل بالعمل على ترسيخ الاحتلال وإلغاء مبدأ الدولتين على حدود 1967، وقال عقب لقائه وزير خارجية النرويج يورج بوندة في الضفة الغربية، إن الكيان يستبدل حل الدولتين بالدولة الواحدة بنظامين، أي نظام الأبارتايد الحاصل عملياً على الأرض في إشارة إلى الفصل العنصري.
مشاركة :