* الشوق والحنين والفريضة، قادتهم من كُلِّ فجٍ عميق إلى المشاعر المقدسة، والكعبة المشرفة، التي نولّي وجوهنا لها في اليوم والليلة خمس مرات، وتتصل قلوبنا بها عند كل صلاة، وتحن إليها أفئدتنا، وتهفو مشاعرنا وأحاسيسنا. البيت العتيق هو أول بيت وُضع في الأرض لعبادة الله، يأتون إليه من كل مكان. * كم اشتاقت لبطحاء مكة النفوس، وهفت لرباها القلوب، وكم بات الحاج شوقًا وتوقًا، يتمنى المبيت ليلة بمنى، والوقوف ساعة بعرفة، وليلة مزدلفة والجمرات.. والطواف بالبيت وسكب العَبَرَات، حيث تسيل العَبَرَات وتنزل الرحمات وتُقَالُ العثرات وتُستجَاب الدعوات. * الاستعدادات للحج تبدأ منذ نهاية أيامه؛ استعدادًا للحج القادم بعد عام، وهو استعداد يأتي من تراكُم التجارب منذ سنواتٍ طويلة للسعودية بكل إمكانياتها، لتُقدِّم لضيوف الرحمن الخدمات والجهود المتواصلة، لكي يُؤدوا فريضتهم بيسرٍ وسهولة، وأمنٍ وأمان، تدفع الكثير من كل الجوانب لراحة الحجاج. * أرقام ضيوف الرحمن تزداد، والخدمات ترتفع مستواها، معادلة واضحة أثبتت الحقائق والنتائج فعاليتها وإيجابيتها على كل الأصعدة، وزارة خاصة «وزارة الحج» تعمل طوال الوقت من أجل زوار وحجاج بيت الله الحرام، تسعى بكل إمكانياتها لتطوير عملها، وتفادي أي سلبيات. * يبقى من المهم توعية الحجاج، لأن هناك من يأتي لأداء الفريضة بدون فهم ولا وعي، من هنا تأتي الأخطاء التي قد تصل إلى حالات الإعاقة والموت - لا سمح الله-، التوعية ليست مسؤولية السعودية وحدها، إنما هي على عاتق حكومات الدول الإسلامية، التي يأتي منها الحجيج لأداء الفريضة، الوعي لا يتطلب جهدًا صعبًا ومُكلِّفا، إنما بإيجاد وسائل قادرة على التأثير في الحاج. * المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات لا تُؤتي فوائدها إذا كان تأثيرها ينتهي بنهايتها، ولا تصل للمعني بالأمر بشكلٍ فاعل، وسائل التواصل الاجتماعي بكل اللغات لها تأثيرها الكبير بعيدًا عن التقليدية والنمطية. * الرسائل التي تقوم بها الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن جيّدة، وأعتقد أنها تُبث بلغاتٍ مختلفة، لكنها بحاجة إلى تكثيفٍ أكثر، واستخدام كل الوسائل لوصولها، وقد كان انتشار صور استقبال الحجاج في المدينة المنورة بالأناشيد وتوزيع الهدايا مؤثرًا، وانتشر بطريقة جيدة من خلال الإعلام الجديد، وهذا هو المطلوب لتوعية الحجاج. * التوعية لا تنتهي بنهاية الحج ومغادرة ضيوف الرحمن، بل إن استمراريتها وفاعليتها تكون ضمن الاستعدادات المبكرة للحج.. والدول المعنية عليها دور مهم في توعية حجاجها لإعطاء صورة حسنة عنهم، وألا تتركهم في حالهم وكيفما اتفق . * يقظة: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِى الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ* لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإذَا أَفَضْتُمْ مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).. صدق الله العظيم. تويتر: falehalsoghair hewar2010@gmail.com
مشاركة :