يَكْفيكَ مِنْ سَلَفٍ يَشْقَى بِهِ خَلَفُ هذا التَّغَرُّبُ وَالتَّرْحالُ وَالصَّلَفُ يَبُتُّكَ التِّيهُ لا أَرْضاً قَطَعْتَ ولا أَبْقَيْتَ ظَهْرا لِطَيْشِ البُعْدِ يُعْتَسَفُ كَأَنَّما أَنْتَ أَشْتاتٌ يُؤَلِّفُها شَوْقٌ بِهِ مُبْتَغَى الآمالِ مُخْتَلِفُ طالَ الطَّريقُ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ وَالخَلْقُ كُلٌّ لَهُ مِنْ شَأْنِها طَرَفُ ماذا عَلَى النَّاسِ مِنْ دَرْبٍ مَرَرْتَ بِهِ فَكُلُّهُمْ عَنْكَ مَشْغولٌ وَمُنْصَرِفُ؟! هُمْ مِثْلُ حالِكَ هاموا في دُروبِهِمُ فَالرَّاحِلونَ سَوَاءٌ أَيْنَما ثُقِفُوا هذا السَّبيلُ سَبيلُ اللهِ مِنْ سَعَةٍ فَلا يَضيقُ بِمَنْ يَمْشِي وَمَنْ يَقِِفُ فِيهِ مِنَ الخَلْقِ أَصْنافٌ مُجَمَّعَةٌ على مَواعيدَ أَمْ جَاءَت ْ بِهَا الصُّدَفُ مِنْ حَوْلِكَ انْتَشَروا في كُلِّ ناحِيَةٍ سِيانِ مَنْ أَنْكَروا مَنْ أَنْتَ أَوْ عَرَفُوا نَعوذُ بِاللهِ مِنْ خَلْقٍ نَظُنُّ بِهِمْ خَيْراً وَهُمْ شَرُّ مَنْ يُخْشَى بِمَا اقْتَرَفوا هذا زَمانٌ أَرَانَا مِنْ عَجائبِهِ ما لا رَأَى خَلَفٌ مِنَّا ولا سَلَفُ ما سُرَّ فِيهِ غَريبٌ عاشَ مُغْتَرِباً وَالأَهْلُ في غُرْبَةٍ مِنْهُ وما ائْتَلَفوا فِيهِ الجُنوبُ تَجافَتْ عَنْ مَضاجِعِها أَزْرَى بِهَا الْفَقْرُ أَمْ قَدْ حَفَّها التَّرَفُ لا يَأْمَنُ البَعْضُ فِيهِ جَوْرَ بَعْضِهِمُ لو أَنَّهُمْ عَاهَدُوا بِالوُدِّ أَوْ حَلَفوا وَالعاقِلُ الحُرُّ مَنْ عُدَّتْ سَلامَتُهُ مِنْهُمْ لَهُ شَرَفاً ما بَعْدَهُ شَرَفُ