الخرطوم 17 أبريل 2021 (شينخوا) حتى وقت قريب احتفظ السودانيون بعادات رمضانية كانت تمثل إرثا اجتماعيا ، يكاد يتلاشى هذا العام بفعل ضغوط اقتصادية واحترازات صحية ومتغيرات أجتماعية. وتكاد شوارع العاصمة السودانية الخرطوم تخلو فى رمضان هذا العام من تجمعات (الإفطارات الجماعية) بسبب الغلاء والتخوف من جائحة كورونا والمتغيرات في المجتمع السوداني. وقالت الباحثة الاجتماعية السودانية أمتثال الطيب ، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (السبت) " حتى وقت قريب كان شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعى والترابط الأسرى". وأضافت " هذا العام تكاد تلك المظاهر الاجتماعية أن تتلاشى بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار مما قلل من الخروج للشوارع فى الإفطارات الجماعية". وتابعت " هناك مخاوف أيضا نتيجة انتشار "كوفيد -19" ، هناك التزام بالاحترازات الصحية التى تدعو إلى الامتناع عن التجمعات". وأشارت الباحثة الاجتماعية إلى بروز متغيرات اجتماعية ساهمت أيضا فى انحسار الأرث الشعبى المرتبط بشهر رمضان. وقالت " شيئا فشيئا يتلاشى الترابط الشعبى بالخرطوم نتيجة الهجرات المستمرة وقلة التواصل بين السكان". وتلاشت عادات أخرى ظلت مرتبطة برمضان وهى تجمع الشباب الذين كانوا يجوبون أحياء الخرطوم للتنبيه لحلول وقت السحور . وكانت لجائحة كورونا العديد من التأثيرات السلبية على عمل (المسحراتية) الذين تخلوا عن ممارسة دورهم التراثي. وقال الشاب عبد العظيم نور الدين ، وهو عضو فرقة شبابية للتنبيه بالسحور فى منطقة (الأزهرى) بجنوبى الخرطوم " هذا العام لا نشاط لنا ، والسبب عدم التجمع بسبب كورونا". وأضاف نور الدين ، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم " لقد اجبرتنا الاحترازات الصحية على ايقاف نشاطنا المتعلق بالتنبيه للسحور". وزاد " كما أن العاصمة الخرطوم تشهد بعض التفلتات الأمنية مما أضطر بعض أعضاء فرقتنا إلى عدم التجمع". وتخلى المشروب الرمضاني المحلى (الحلو مر) عن حضوره الطاغى على المائدة الرمضانية فى السودان بسبب ارتفاع تكاليف صناعته. ويصنع (الحلو مر) من رقائق من طحين الذرة تعد في المنازل السودانية خلال شهر شعبان الهجري استعدادا لقدوم شهر رمضان. ويشكل (الحلو مر) مصدرا رئيسيا لمائدة الإفطار فى السودان ، غير أن ارتفاع أسعار المواد الرئيسية التى تصنع منها (الحلو مر) دفعت الأسر إلى التخلى عنه. وقالت أم الكرام يعقوب ، وهى ربة منزل بحى سوبا جنوب الخرطوم " هذا العام تخلينا عن الحلو مر". وأضافت ، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم ( لا نحس بطعم رمضان بعد أن فقدنا طعم الحلو مر ". وتابعت " صناعة الحلو مر باتت مكلفة للغاية ، حيث كمية الذرة التي نحتاجها تبلغ نحو 1500 جنيه ، والمواد الأخرى من بهارات وغيرها لا تقل عن 3 الآف جنيه ، التكلفة الكلية لأسرة متوسطة تصل لنحو 5 الآف جنيه وهذا مبلغ كبير" ، ويعادل الدولار الأمريكى نحو 380 جنيها.
مشاركة :