الأزمة الاقتصادية تدفع أصحاب الإسطبلات في لبنان إلى التخلي عن خيولهم

  • 6/20/2022
  • 22:44
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد الخيل والليل يعرف طريقه إلى الإسطبلات اللبنانية، بعدما مرت على ظهر الخيل أزمة اقتصادية حادة حرمتها من قوتها اليومي، فخسر لبنان الرهان على سباق الخيول. وبحسب "رويترز"، أدت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2019 إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بما في ذلك أسعار القمح والشعير، ما ترك تأثيره في تربية وسباق الخيل التي تعد ثروة حيوانية، وأحد التقاليد في لبنان. وانطلق أول سباق للخيول في لبنان 1885 في منطقة بئر حسن، إحدى ضواحي بيروت، لتنتقل هذه الظاهرة إلى جميع المدن اللبنانية ووجدت طريقها في نهاية المطاف إلى غابة الصنوبر في بيروت عام 1916. ورسخ سباق الخيل وتربية الخيول منذ ذلك التاريخ نفسه كعنصر أساسي في المشهد اللبناني. وعلى مدرجاته، كان ميدان سباق الخيل يستقبل أثرياء بيروت ونجوم السينما والرؤساء الذين كانوا يضعون رهاناتهم، ويشاهدون سباق الخيول العربية الأصيلة المملوكة لنخبة المدينة. ومع تراكم الأزمات الاقتصادية في لبنان يواجه مربو الخيل معركة شاقة من أجل الحفاظ على رياضتهم بعدما انخفض عدد الخيول بأعداد قياسية. وقال علي سيف الدين، وهو مدرب ميدان سباق الخيل في بيروت منذ 1961، "إن عدد الخيول في إسطبلات الاستاد الشهير تضاءل من ثلاثة آلاف إلى نحو 250 حصانا فقط". وأضاف سيف الدين "أصبحت معظم صناديق الإسطبلات الآن فارغة من ركابها، ويتجول الدجاج والماعز في الأماكن التي كانت في الزمان مأهولة بالخيول العربية". وأوضح سيف الدين أن "أسعار الشعير تضاعفت ثلاث مرات، الذي كان بألفي دولار صار بخمسة آلاف دولار، ولا تزال في غلاء مستمر أكثر وأكثر، والآن أثرت مشكلات أوكرانيا". وأعرب نبيل نصرالله، مدير ميدان سباق الخيل منذ 1971، عن مخاوفه فيما يخص استمرار المؤسسة العريقة، قائلا "إذا استمر الوضع بهذه الطريقة، وارتفعت أسعار العناية بالخيل، والمربي لا يستطيع أن يبيع خيله أو أن يبعثها إلى السبق، أكيد ستقل الخيل، وبعضها سيذهب إلى نواد ليس لديها أي مستقبل. لا يوجد اهتمام باستمرارية نسل الخيل العربية، وسيقف نشاط الخيل في بيروت، وهذا شيء لا نحب أن نخسره لأنه تراث أساسي من جهة ومن جهة ثانية مورد أساسي أيضا للمربين". وكما عديد من مربي الخيول في جميع أنحاء البلاد، فإن الانهيار الاقتصادي أجبر حسام شرف الدين على التخلي عن جميع خيوله الـ20 باستثناء اثنين. وتصاعد الوضع المأساوي في لبنان إلى حد الانهيار وذلك بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) 2020، الذي أدى إلى تدمير صوامع القمح، وهي كانت الموقع الرئيس لتخزين الواردات. وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية لتكمل على ما تبقى من مستقبل لهذه التربية. وقال شرف الدين "الخيول لم تكن تكلفنا شيئا، كانت تكلفنا قليلا جدا. الآن لهذا السبب تخلينا عن معظمها من أجل الاستمرار في ممارسة هوايتنا.. في العائلة منذ أيام جدودنا الخيول موجودة، ولهذا السبب لا يمكننا التخلي عنها، حتى لو نقعد بلا أكل". يمتلك محمد العبد خيولا في ميدان سباق الخيل منذ أكثر من 30 عاما. لكن بسبب الانهيار الاقتصادي في البلاد لديه الآن عدد قليل من الخيول التي كان يمتلكها. وقال العبد "هذه ثروة حيوانية في لبنان، إذا لم يتدارك الوضع وما تعالج، فالوضع ذاهب كثيرا إلى الأسوأ".

مشاركة :