محللون: البيانات الاقتصادية المبشرة في أمريكا والصين تدعم استمرار مكاسب النفط

  • 4/18/2021
  • 23:57
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد مكاسب بنحو 7 في المائة في الأسبوع الماضي على أثر بيانات اقتصادية قوية وداعمة في الولايات المتحدة والصين، ما رفع مستوى التفاؤل بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود في وقت أقصر. ويخوض منتجو "أوبك" وخارجها اجتماعا وزاريا جديدا قبل نهاية الشهر الجاري لتقييم مستجدات العرض والطلب ومراجعة وضع المخزونات النفطية، بينما تغلب المعنويات الإيجابية على السوق مع دخول فصل الصيف بسبب ارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي في دول "أوبك+"، ما دفع التحالف إلى إقرار خطة لزيادة الإنتاج تدريجيا تعيد نحو مليوني برميل يوميا للمعروض النفطي بحلول تموز (يوليو) المقبل. وفي المقابل يكبح اتساع المكاسب السعرية للنفط الخام استمرار الإغلاق وتسجيل معدلات الإصابة المرتفعة في عديد من دول العالم وبخاصة الهند وهي مكون رئيس في منظومة الطلب العالمي، علاوة على قيود الخروج المتجددة في دول الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" الدولية لخدمات الطاقة إن الأسبوع الجاري على الأرجح سيشهد مواصلة المكاسب السعرية بعدما ربح النفط 7 في المائة في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الطلب على النفط الخام والوقود وبخاصة البنزين يتجه إلى تحقيق زيادات متلاحقة. وذكر أن الطلب على البنزين تحديدا يشهد نموا كبيرا في فصلي الربيع والصيف بسبب موسم القيادة في الولايات المتحدة، مشيرا إلى إحصائيات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى أن أسعار البنزين ترتفع دائما تقريبا في الربع الثاني من كل عام، وذلك باستثناء العام الماضي، الذي شهدا انخفاضا غير مسبوق في الطلب على الطاقة بسبب الجائحة. ويرى، أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات أن البيانات الاقتصادية المبشرة في الولايات المتحدة والصين تدعم استمرارية مكاسب أسعار النفط خاصة مع انتشار لقاحات كورونا ووجود مؤشرات على عودة حركة المطارات الأمريكية إلى طبيعتها تدريجيا، لافتا إلى أن الزيادات، التي سيضخها تحالف "أوبك+" في الصيف سيفوقها نمو الطلب، سواء المحلي أو الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، ما سيترجم إلى مكاسب سعرية وهو ما دفع عديدا من البنوك إلى رفع توقعاتها لسعر البرميل في الربع الثالث إلى نحو 80 دولارا للبرميل. وأشار إلى أن المكاسب السعرية ستكون محفزة لكثير من المنتجين في مجموعة "أوبك+" وخارجها على زيادة الإنتاج، ولكن المنتجين من ذوي التكلفة المرتفعة سيكونون أكثر حرصا وتمهلا انتظارا لاستقرار خطط التعافي الدولية مرجحا ألا يخاطر المنتجون الأمريكيون تحديدا بزيادة الإنتاج والدخول في حرب أسعار جديدة مع "أوبك+" من خلال إجراء زيادات غير محسوبة للحفر والإنتاج. ويقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن تجدد تخمة المعروض النفطي أصبحت مستبعدة في ظل قراءة وضع المنافسة في السوق وتطورات الإمدادات النفطية، وهو ما يعني استمرار المكاسب السعرية الراهنة مع كل تقدم نحو انتشار اللقاحات وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها وتعافي الطلب العالمي. وأشار إلى أن المنتجين الأمريكيين صاروا حاليا أكثر حذرا، وذلك بعدما استجابوا لانهيار أسعار النفط الخام في العام الماضي بخفض الإنفاق الرأسمالي والحفر والوظائف، وكذلك الاندماج مع المنافسين لدعم الميزانيات العمومية، لافتا إلى أنه قد ترتب على ذلك فقدان الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا أو أكثر من الإنتاج من خليج المكسيك بأكمله. وبدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إن فكرة ضبط الإنفاق ورفع الكفاءة وانضباط رأس المال تسيطر على جميع الشركات النفطية الوطنية والدولية، ولكن ذلك لا يمنع وجود فرص للعودة إلى زيادة الإنتاج استجابة لإغراءات الأسعار المرتفعة، ولذلك وجدنا تقديرات متباينة لمؤسسات الطاقة الدولية وبخاصة لتطور وضع الإنتاج الأمريكي، حيث تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط 11.9 مليون برميل يوميا في 2022 بزيادة نحو مليون برميل أو 9 في المائة. ولفتت إلى أن حرب الأسعار مستبعدة في مرحلة التعافي الاقتصادي الدولي الراهنة، ولكن بعض التقديرات الدولية تشير إلى إمكانية حدوثها مجددا في 2023 إذا تصاعدت المنافسة بين المنتجين وإذا استمرت الزيادات الإنتاجية المتلاحقة لهم موضحة أن الإعلان عن أرباح الربع الأول لشركات الطاقة في الأسابيع المقبلة قد يسهم في بلورة أفكار جديدة بشأن الإمدادات النفطية خلال العام الجاري، ولكن بشكل عام يمكن التأكيد أن أغلب حقول النفط الصخري الأمريكي تتجه حاليا إلى الانخفاض وسط استثناءات محدودة مثل حقل برميان، الذي قد يسجل نموا بنحو 2 في المائة هذا العام. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، واصلت أسعار النفط مكاسبها الجمعة وحققت ربحا أسبوعيا بنحو 7 في المائة مع تحسن آفاق الطلب على الخام، وتعاف اقتصادي قوي في الصين والولايات المتحدة، ما بدد أثر المخاوف بشأن زيادة الإصابات بكوفيد - 19. ومع إغلاق بورصة طوكيو، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة إلى 67.24 دولار للبرميل، عقب أن زادت 36 سنتا الخميس. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 28 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 63.74 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت 31 سنتا الخميس. وقالت وحدة تابعة لمجموعة النفط والغاز الكبرى شركة البترول الوطنية الصينية إنه من المتوقع نمو صافي واردات الصين من النفط الخام في 2021 بواقع 3.4 في المائة في العام الجاري، مقارنة بـ2020 إلى نحو 11.2 مليون برميل يوميا. وأعلنت الصين قفزة قياسية بواقع 18.3 في المائة في النمو الاقتصادي في الربع الأول من تراجع ناجم عن فيروس كورونا في وقت سابق من العام الماضي، بيد أن وتيرة النمو من المتوقع أن تسجل اعتدالا في وقت لاحق من العام. وقال جاستن سميرك كبير خبراء الاقتصاد لدى وستباك إن التعافي القوي للاقتصادات في أنحاء العالم وقيود الإمدادات، التي تفرضها "أوبك" وحلفاؤها، ضمن تحالف "أوبك+"، وكذلك رد الفعل الحذر لمنتجي النفط الأمريكي على ارتفاع الأسعار تدعم السوق. وقال "ما زلنا نعتقد أن ثمة احتمالا واضحا بأن ترتفع الأسعار إلى 70 دولارا للبرميل قبل أن نرى تراجعا أكثر أهمية". وقال إنه كلما استمرت الأسعار مرتفعة لوقت أطول، كلما عاد مزيد من الإمدادات إلى السوق على الأرجح، وإن مخاطر ارتفاع حالات كوفيد - 19 في أماكن مثل الهند وأوروبا قد يقود الأسعار في نهاية المطاف للنزول. وفي الوقت الحالي، تلقت السوق الدعم من قفزة قوية لمبيعات التجزئة الأمريكية، وانخفاض في طلبات إعانة البطالة ومؤشرات على سير مزيد من السيارات على الطرقات في أكبر اقتصاد في العالم.

مشاركة :