محاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية، شرق أوكرانيا والحشود العسكرية على حدودها، محاولة انقلابية في بيلاروسيا، المعارض الروسي نافالني، التجسس، كلها وغيرها عناوين للتوتر المتصاعد بين روسيا والغرب، يتجلى حالياً على شكل طرد متبادل للدبلوماسيين، وعقوبات وعقوبات جوابية. وفي مشهد أشبه بالحرب الباردة، تتصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن وحلفائها الغربيين، وسط تبادل طرد الدبلوماسيين وتوجيه اتهامات بالتجسس ضد دبلوماسي أوكراني وحشد عسكري روسي على الحدود الشرقية لأوكرانيا وقبالة سواحل شبه جزيرة القرم، مقابل تقارير صحافية تتحدث عن استعداد بريطانيا لإرسال سفن حربية إلى البحر الأسود. الكرملين قال اليوم الإثنين، إن روسيا ستواصل الرد بالمثل إذا تم فرض المزيد من العقوبات عليها، بعد أن ردت على إجراءات أمريكية جديدة الأسبوع الماضي تستهدف الديون السيادية وتدرج شركات روسية في القائمة السوداء. المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحافيين: "مبدأ المعاملة بالمثل ثابت بشكل مطلق. هذه القرارات (الرد بالمثل) ستستمر إذا استمرت مثل تلك الممارسات". ذلك رداً على مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي قال أمس، إن واشنطن أبلغت موسكو بأنه "ستكون هناك عواقب" إذا لقي المعارض أليكسي نافالني حتفه في السجن حيث بدأ إضرابا عن الطعام. أما ما أقدمت عليه التشيك حين طردت 18 دبلوماسياً روسياً، فقد اتهمت موسكو واشنطن بالوقوف وراءه. وحسب قناة "العربية" الإخبارية، أكدت روسيا أن الولايات المتحدة هي من تقف وراء طرد الدبلوماسيين من التشيك، لافتة إلى أنها سترد على أي عقوبات تفرض عليها بشكل قوي. بيلوروسيا لم تكن في الآونة الأخيرة جزءاًَ من عتاوين لعبة شد الحبال بين موسكو والغرب، لكنها طفت على السطح قبل يومين، حين أعلنت مينسك عن كشف مخطط لاغتيال رئيسها ألكسندر لوكاشينكو وأبنائه، متهمة المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء المحاولة. لكن على الرغم من الحشد العسكري والوضع "الخطير جداً" على الحدود مع أوكرانيا، لم تبد النبرة الغربية رغبة في خوض صراع عسكري مع روسيا باعتباره "مكلفاً لجميع الأطراف"، كما ترى "اندبندنت" البريطانية. وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 عبر الفيديو إن "العلاقات مع روسيا لا تتحسن. على العكس، يتصاعد التوتر في مختلف المجالات". وأشار إلى طرد دبلوماسيين بين موسكو وبراغ وإلى الوضع الصحي "المقلق جداً" لنافالني المريض والمضرب عن الطعام في سجنه. الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيداً في التوتر بين روسيا والغرب. فواشنطن أعلنت الخميس عن فرض عقوبات ضد موسكو شملت إدراج شركات روسية على القائمة السوداء، وطرد 10 دبلوماسيين روس وفرض عقوبات اقتصادية، رداً على تدخل روسيا المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، والقرصنة الإلكترونية، الأمر الذي دعا موسكو إلى إعلانها في اليوم التالي، الجمعة، عن طرد دبلوماسيين أمريكيين وفرض عقوبات على مسؤولين أمريكيين. طرد الجواسيس أوكرانيا التي تحظى بمكانة جيوسياسية مهمة للأوروبيين وحلف الناتو، مثّلت العنوان الأبرز للتوتر المتجدد بعدما خفت بريقها سنوات. فالأسبوع الماضي، اتهمت كييف موسكو، بحشد آلاف العسكريين عند حدودها الشمالية والشرقية، حيث تقع اشتباكات بين القوات الأوكرانية وموالين لروسيا، في منطقة دونباس الناطقة بالروسية. وفي خضم هذا التصعيد، أرسلت روسيا 15 سفينة حربية إلى البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم، التي أعلنت "استعادتها" في 2014 وسط نزاع مع أوكرانيا على تبعية شبه الجزيرة. وفي تعليقات الأسبوع الماضي، نقلتها وسائل إعلام روسية، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ينقلان قوات لهما إلى حدود الجزء الأوروبي من روسيا، مشيراً إلى أن روسيا تتخذ إجراءات رداً على أنشطة الناتو العسكرية المهددة لها. وفي تحرك يثير القلق بشأن وقوع صدام عسكري، نقلت صحيفة "صنداي تايمز"، البريطانية، عن مصادر بحرية رفيعة أن سفناً حربية بريطانية ستبحر إلى البحر الأسود في مايو المقبل، تضامناً مع أوكرانيا. لكن هل يقود هذا التوتر بالمشحون بنكهة عسكرية إلى صدام حربي؟ لم تبد النبرة الغربية رغبة في ذلك. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا، السبت، إلى تحديد "خطوط حمراء واضحة" مع روسيا، تحدث عن العقوبات باعتبارها الطريقة الوحيدة " مفضلاً إقامة "حوار بناء". وفي وقت سابق، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحذيراً لروسيا في شأن تحركاتها العسكرية في أوكرانيا، من دون أن يشير إلى أي احتمال التدخل في حال إقدام الروس على غزو عسكري لأوكرانيا. ويرى الدبلوماسي الأمريكي دانيل فريد أن إدارة بايدن صاغت بمهارة العلاقة مع روسيا، إذ تركت مجالاً للتعاون وحتى للقاء مع بوتين. ومع ذلك يتوقع مزيداً من العقوبات الأمريكية ضد روسيا. وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا "الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول الحقيقة الموضوعية بأن هناك عالماً متعدد الأقطاب يستبعد الهيمنة الأمريكية". مراقبون يرجحون أن يكون التصعيد الغربي ضد موسكو محاولة بتقوية الأوراق معها، قبل إقدام بايدن على عقد قمة مع بوتين لبحث عديد المفات على الطاولة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :