تحقيق إخباري: قلة الأمطار تحرم فلاحي جنوب سوريا مواسم القمح والشعير الاستراتيجيين

  • 4/21/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وقف الفلاح أبو حاتم (63 عاما) في حقله متأملا كيف تحول لونه من الأخضر الداكن إلى الأخضر المائل للصفرة قبل أن تنضح سنابله ويجنيها، وتحولت إلى أرض شبه قاحلة، بسبب قلة الأمطار التي هطلت في هذا العام. ومشى الفلاح أبو حاتم، وهو من قرية بريف السويداء الجنوبي في حقله الكبير، وعلامات الحزن قد ارتسمت على ملامح ووجه الحنطي المتجعد، مخاطبا ابنه الذي رافقه في جولته على الأرض، لقد خسرنا موسم القمح هذا العام، محذرا من خطورة هذا الأمر على حياة الناس في الفترة المقبلة. وقال أبو حاتم لوكالة أنباء (شينخوا) "لدينا مساحات واسعة من الأراضي البعلية، لهذا نحن نعتمد على زراعة القمح والشعير غير المروي (بعل)"، مبينا أن كمية الأمطار التي هطلت في موسمي الشتاء والربيع لم تكن كافية لانضاج موسمي القمح والشعير. وتابع "لم أكن أتوقع أن أرى أرضي التي حرثتها مرتين بهذا الشكل المحزن"، مشيرا إلى أن غالبية الفلاحين في قريته خسروا مواسهم من القمح والشعير. بدوره، عبر أبو سلمان الشعراني (53 عاما) من ريف السويداء الشمالي عن حزنه الشديد لخسارته موسم الشعير الذي كان ينتظره من أجل رؤوس الأغنام التي يملكها. وقال وهو يفرك كفيه "قبل يومين كنت اتفقد أرضي التي زرعتها قبل أشهر وتألمت كثيرا عندما رأيتها مصفرة وذابلة"، موضحا أن شح الأمطار وانحباسه لفترات طويلة أثر عن نمو الزرع. وبين الفلاح أبو سلمان أن الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة على الفلاح، وخاصة من يمتلك ثروة حيوانية، إذ كان ينتظر الموسم، والآن فقدنا الأمل، ونتنظر رحمة الله. وأشار إلى أن قلة الامطار اثرت أيضا على العشب الذي ينمو في فصل الربيع إذ بإمكان مربي الأغنام والماعز من اطعامهم من العشب الأخضر لفترة محددة، مؤكدا أن الوضع سيكون صعبا هذا العام. يشار إلى أن علامات الذبول والاصفرار بدأت تظهر بوضوح على محصولي القمح والشعير وخاصة في المناطق الشمالية من محافظة السويداء (جنوب سوريا)، الأمر الذي أدى إلى تخوف من جانب المزارعين بالمنطقة الغربية في السويداء من خسارة ربع إنتاج أراضيهم كما تخوف الأهالي من تدني الإنتاج في حال بقاء انحسار الأمطار خلال الشهر الحالي. من جانبه، قال الفلاح مازن (34 عاما) إن "هذه الخسارة سيكون لها آثار سلبية على الفلاحين، وستجعل وضعه غير مستقر خلال الأشهر القليلة القادمة"، مؤكدا أن غالبية الفلاحين حرثت أرضها من خلال شراء مادة المازوت من السوق السوداء على أمل يكون الموسم جيد، يعوضهم عن الخسائر التي ووضعها أثناء الزراعة". وقال المهندس ايهم حامد مدير زراعة السويداء لوكالة (شينخوا) إن "تخوف المزارعين من تدني الإنتاج واقع حقيقي لأنه وفق الكشف الحسي للمديرية على المحاصيل الحقلية من قمح وشعير فقد تبين أن الأراضي غير القابلة للحصاد بالقمح تتجاوز 70 بالمائة من الأراضي المزروعة، بينما الأراضي المزروعة بالشعير تتجاوز تلك النسبة والتي يمكن أن تزيد في كلا المحصولين خلال الأيام القادمة حسب الظروف الجوية". وأوضح حامد أن استمرار الانحباس المطري المترافق مع قلة الأمطار سينعكس سلباً على إنتاجية المحاصيل الحقلية في المحافظة من القمح والشعير وخاصة الأراضي التي لم يقم أصحابها بتتبع الدورات الزراعية لها من خلال زراعتها عاماً واراحتها العام الذي يليه. ولفت حامد إلى أنه تم تنفيذ كامل خطة المساحات المزروعة بالقمح في المحافظة والبالغة 44 ألف هكتار إضافة إلى تنفيذ كامل خطة المساحات المزروعة بالشعير والتي وصلت إلى حوالي 20 ألف هكتار.

مشاركة :