بعد انحسار موجة تصنيف الجامعات السعودية، والركض للحصول على ترتيب عالمي مرتفع، ووصول العديد منها فعليًّا، لمراتب عُليا، بالرغم من كل اللغط المنشور حول أحقية وأهمية وجدوى التصنيف، في ظل استقطاب وهمي أو سطحي، لكبار الباحثين. نشرت الإندبندنت البريطانية تقريرًا يُشكِّك في جدوى التصنيف من أساسه، فالمسألة في نظر المجلة ليست مطلقة، بمعنى أن الترتيب تنافس الجامعة به نفسها، وعندما يصل الأمر للطالب، فهناك معايير أخرى للقياس، فقد أخذت المجلة مقياسها على الطلاب والطالبات الذين أخذوا اختبار قدرات -المسمّى هناك (سات)- والذي يوضح مستوى الطالب وأهليته للقبول في هذه الجامعات، وقسّمتهم إلى ثلاث فئات: عُليا، ومتوسطة، ودُنيا. درجات السات للجامعات الأولى في التصنيفات العالمية مرتفعة، مقارنة بالجامعات المتوسطة، والاعتيادية، وهي جامعات معترف بها، ولكنها لا تحظى بتصنيفات عُليا مقارنة بهارفارد، وستنافورد، وبيركلي، وأكسفورد، وكمبريدج، التي تتطلّب الحصول على درجات السات، تساوي تقريبًا ضعف ما هو مطلوب في الجامعات المتوسطة، والاعتيادية. المفاجأة ليست هنا، فهذه معلومة متوقعة، لكن الغريب أن الخريجين الذي استطاعوا إكمال الدرجة الجامعية في كل فئة، متساوون تقريبًا، بمعنى أن درجة السات للجامعات المتوسطة في الفئة العُليا كانت 569، وفي هارفارد، كانت 753، ولكن نسبة الخريجين من هافارد لم تتجاوز 53% في هذه الفئة، ووصلت حتى 55% في نفس الفئة في الجامعات الاعتيادية. استنتاج الدراسة الطريف، أن طلاب الجامعات المصنّفة في أعلى الهرم ينافسون الطلاب الممتازين أمثالهم، وهم بالتأكيد أفضل من طلاب الجامعات الاعتيادية، ولكن عند رسوبهم، يُصابون بالإحباط فيتركون مقاعد الدراسة. #القيادة_نتائج_لا_أقوال لو تخشى النقد، وترغب تجنّبه، لا تقل شيئًا، ولا تفعل شيئًا، أو بالمقابل افعل ما تراه صحيحًا، وعش حياتك، واترك الآخرين يضيّعون وقتهم بانتقادك.
مشاركة :