تحولت مراسيم تشيع جثمان الشهيدة هديل الهشلمون (18 عاماً)، التي قتلها جنود الاحتلال بإطلاق النار عليها أثناء عبورها أمس الأول، على الحاجز العسكري المقام في مدخل شارع الشهداء في وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، إلى مناسبة لتكرار المطالب الفلسطينية على أبواب انعقاد الجلسة ال 70 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، بضرورة معاقبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين المدنيين. وحرصت العديد من الفعاليات الوطنية والأحزاب والفصائل الفلسطينية على المشاركة في مراسيم التشييع التي انطلقت بحمل موكب الجنازة، من المستشفى الأهلي، إلى مسجد الحسين بن علي وسط مدينة الخليل، بمشاركة الآلاف من أبناء المحافظة ،وسط حضور رسمي وشعبي كبير، وإطلاق هتافات منددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وترديد شعارات دعت العالم إلى تحمل مسؤولياته تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، كما هتفوا نصرة للأقصى والمقدسات الإسلامية. ورفع المشاركون بالمسيرة الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، مؤكدين وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. ومن ثم وري الجثمان الثرى في مقبرة الشهداء، في حين اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية تصفية جنود الاحتلال للفتاة هديل الهشلمون (18 عاماً) بدم بارد في شارع الشهداء بالخليل، أنه نتيجة سوداء لتحريض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعطى التعليمات قبل أيام لاستباحة كل ما هو فلسطيني. وأشارت الوزارة إلى أن الصور والفيديو الذي وثقت جريمة قتل الفتاة الهشلمون تنسف كل روايات الاحتلال وادعاءاته الزائفة، فجنوده لم يتعرضوا للخطر، وكان بوسعهم تفتيش الفتاة التي كانت تمر من الحاجز العسكري، وبعيداً عن القاتل الذي صوب البندقية، مشددة على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من جنود يضغطون على الزناد، وعصابات مستوطنين إجرامية تحرق الآمنين داخل بيوتهم، وتمارس كل أنواع الإرهاب. وحثت قادة العالم الذين يستعدون للاجتماع في الدورة السبعين للأمم المتحدة بنيويورك إلى تحمل مسؤولياتهم، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، والإعلان عن إسرائيل دولة راعية للإرهاب. واستنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، استشهاد شاب وفتاة فلسطينيين، على يد قوات الاحتلال في الخليل. وشدد على أن هذه الجريمة الإسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، واصفاً قتل الشاب والفتاة الفلسطينيين بالتصفية العرقية، التي ترقى إلى مرتبة جريمة ضد الإنسانية، مؤكداً أن روايات إسرائيل عن عمليات تخريبية هي مجرد حجج واهية ليس لها أي دليل على أرض الواقع. وأشار إلى أن قوات الاحتلال تركت الفتاة والشاب ينزفان حتى الموت بعد إطلاق النار عليهما ومنع الإسعاف والصليب الأحمر من الوصول إليهما، وهي جريمة أخرى ضد الإنسانية. ولفت الجروان إلى أن قتل الفتاة هديل الهشلمون (١٨ عاماً)، والشاب ضياء التلاحمة (٢١ عاما)، يأتي استمراراً لسلسة الجرائم الإسرائيلية الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف إخضاعه والسطو عنوةً على أرضه وحقوقه الشرعية المعترف بها دولياً. واستنكر الجروان الصمت الدولي على تكرار مجازر الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكداً أن البرلمان العربي سيخاطب كل الجهات والمنظمات الدولية ليطالبها بالتحرك السريع من أجل وقف هذه الجرائم البشعة، ومحاسبة إسرائيل عليها.
مشاركة :