ها هو عيد آخر يأتي وأمتنا العربية لا تزال سيئة الأحوال، فهي ممزقة متشظية منقسمة على نفسها بشكل مرضي لا يوجد له علاج، ولا يرجى من ورائه شفاء. أمتنا أصبحت مصدرا للشماتة والاستهزاء وها مرشح الرئاسة الأميركية رجل الأعمال والملياردير الأمريكي دونالد ترامب يصرح بالقول عنا "أتركوهم يقتلون بعضهم بعضا ثم نتعامل نحن مع الباقين" فهل توجد مهانة لأمة الإسلام أكثر من ذلك. ترامب أساء للمكسيكيين كذلك ولكن هؤلاء وجدوا من يدافع عنهم ويرفض إهانتهم وتم تأليف أغنية شارك فيها ممثلون أمريكان مشهورون مثل ووبي غولدبرج للتسرية عنهم أما نحن فلم نفعل شيئا، أو نحرك ساكنا، ونحركه ليش أساسا وسواد وجوهنا يعرض على الفضائيات في نشرات الأخبار كل يوم. كيف نطلب من هؤلاء أن يرحموننا ونحن لا نرحم بعضنا بعضنا، وكيف نطلب منهم أن يحترموننا والاحترام بين بعضنا البعض غائب وغير موجود كالغول والعنقاء والخل الوفي. في بلادنا لا يمكن أن نقبل الرأي الآخر المخالف لرأينا حتى إن كان وجيها، ورأينا دائما عندنا صواب غير قابل للخطأ، ورأي غيرنا دائما خطأ غير قابل للصواب، والنتيجة حقد وكراهية وشجار وقطيعة وتناحر ومعارك وحروب، وقتلى وجرحى ومشردين ومعاقين ويتامى وأرامل وثكلى ودمار وحرائق وخسائر من كل الأشكال، والأنواع، وباختصار الوضع بلوة كبرى وهم ما يتلم. جاء عيد آخر وبشار لا زال يحرق شعبه بالبراميل المتفجرة، وداعش لا تزال تذبح الأبرياء على الأرض، والتكفيريون والمتشددون لا يزالون يبذلون المحاولات لخلخلة الأوضاع فيمن بقي مستقرا من بلادنا، وإيران الطامعة زرعت عملاءها بيننا كي يحققوا لها أحلامها في التوسع الفارسي على حسابنا، والبترول نزل سعره كثيرا، واقتصاد العالم على كف عفريت، ويارب سترك. عيد جديد شرفنا ونحن لسنا بأفضل الأحوال والحمدلله على كل حال وعيدكم مبارك. عزيزة المفرج
مشاركة :