نجح الفلسطينون في توجيه رسالة حاسمة للعالم ولدولة الاحتلال، بأن العاصمة المحتلة (القدس) في عهدة الشعب الفلسطيني.. وكانت الرسالة رمزية في انتفاضة العاصمة المحتلة منذ بدايات شهر رمضان، لتشهد مدينة القدس المحتلة أوسع مُواجهات مفتوحة منذ سنوات، بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال بشرطته وغلاة المُستوطنين، تصدياً لمُحاولات الاحتلال تكريس سيطرته على المدينة المُقدسة، ضمن مُخطط تهويدها، ودفاعاً عن عروبة المدينة وحماية المُقدسات الإسلامية والمسيحية. فرض المقدسيون السيادة الوطنية، وإجبار الاحتلال على إزالة حواجزه التي فشل بفرضها مرة أخرى، ليضاف هذا النجاح إلى نجاحات أخرى في معركة البوابات وباب الرحمة وباب حطة.. لتفتح انتفاضة «العاصمة الفلسطينية المحتلة» الاحتمالات كافة على مصراعيها، في ظل خطورة ودلالات توقيتها وأهدافها. وقد صدرت دعوات مقدسية للاستمرار بالصمود والتصدي للمُحتل، ومُناشدات فلسطينية لتدخل المُجتمع الدولي لوقف جريمة الاحتلال المُتمادي بعدوانه. وكانت المُواجهات قد اندلعت بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال بشرطته ومستوطنيه، مساء الخميس الماضي، إثر تظاهرة لمُستوطنين مُتشددين أمام باب العامود، هتفوا خلالها «الموت للعرب»..وقد سجل أمس (الأحد)، اقتحام عشرات المُستوطنين المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، بحراسة شرطة الاحتلال، وسط دعوات «جماعات ومُنظمات الهيكل» لتنظيم اقتحامات للأقصى في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس الذي يصادف تاريخ 28 رمضان. رسائل العاصمة المحتلة وكشفت رسائل العاصمة المحتلة، أن الذي فجّر العنف، هم نواة إيديولوجية من القتلة الإرهابيين اليهود الذين يحملون أفكار الحاخام الإرهابي، مئير كهانا، والداعي إلى قتل العرب وطردهم إلى الأردن والى باقي الدول العربية ، وأن الذي يحمي هؤلاء الإرهابيين ويوفر لهم السلاح والدعم المالي لسرقة منازل العرب في سلوان والشيخ جراح هو نتنياهو وحكومته ومحاكمه ونظامه العنصري. ويؤكد الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني، د. ناصر اللحام، أن شرطة الاحتلال في القدس، ورئيس بلديتها، ومؤسساتها، هي مجرد مؤسسات عنصرية وبشهادة الصحافة العبرية، ووفق تقارير منظمات دولية ومنظمة بتسيلم للسلام في إسرائيل. هم الذين يستخدمون القوة المفرطة والمخالفات لقمع العرب ولم ينفذوا أية عملية احتجاز ضد اليهود المتطرفين المسلحين بالأسلحة النارية والذين يهتفون بالموت للعرب. الرسالة الثالثة من العاصمة الفلسطينية المحتلة: أن ما يحدث في القدس من عنصرية وكراهية ضد العرب لا يمكن إيقافه الآن. وبالتالي لا يمكن إيقاف انتفاضة الناس التلقائية ضد الكراهية وضد العنصرية. فقد غرقت إسرائيل في وحل العنصرية، ولم يعد في هذا العالم مكانا في العالم يتسع لقادتهم وجنرالاتهم سوى قفص محكمة الجنايات الدولية. الرسالة الرابعة من داخل العاصمة المحتلة، تسجل أن الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين يعملون كهيئة واحدة، يفرضون هيمنة توراتية على القدس، من خلال ربط مستوطنة أرمون هاناتزيف المتاخمة لجبل المكبّر وحي السلوان جنوب القدس ورأس العامود وجبل الزيتون في الشرق والشيخ جراح في الشمال. والخطة واضحة تماما، وتريد أن تُخرج القدس من أي مشروع لحل سياسي في المستقبل، كما تُخرج إسرائيل الآن قضية حق العودة من أي مشروعات سياسية. مشروعات استيطانية، تصل إلى حدود هدم منازل نحو 60 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، وهدم أجزاء من الكنائس المسيحية، وتهديد الأقصى بالتدمير من خلال الحفريات التي لم تتوقف تحته. والرسالة الخامسة، تسجل ايضا المواجهة الشعبية الفلسطينية والتصدي لخطة تطويق المدينة القديمة بتسع حدائق عامة وممرات للمشاة وغيرها من المواقع، بهدف إجراء تغيير جذري في الوضع القائم في المدينة، لتعزيز القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ولفرض الهيمنة على المنطقة الواقعة حول المدينة القديمة. إن ما يُجرى في القدس المحتلة حاليا، مجرد حلقة من مخطط يتم تنفيذه تباعا منذ الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/ حزيران عام 1967، وما تتعرض له القدس من مخططات خطيرة رسائل انتفاضة «العاصمة المحتلة» اعادت للذاكرة الفلسطينية ، ما حدث في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية الشهيرة وبالرعاية الأمريكية في واي ريفير في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1998 ، عندما وجّه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون حديثه بالنصيحة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بأن عليك أن توافق فورا على العرض الإسرائيلي بالانسحاب من 91 % من أراضي الضفة الغربية، لأنك لن تحصل على أفضل من ذلك مستقبلا!! ليردّ الرئيس عرفات وبلهجته المصرية «إلا القدس يا سيادة الرئيس، ما اقدرش، دي وراها مليار مسلم، وهي في عهدة كل الحكام العرب والمسلمين ».
مشاركة :