قبل وقت ليس بالقصير أظهر فريق برشلونة الاسباني بعض الدلالات على معاناته من عدم الاستقرار، بيد أن الهزيمة الثقيلة التي مني بها أمام منافسه سيلتا فيغو المتواضع الأربعاء أظهرت أن الفريق بقيادة المدير الفني لويس انريكي لديه العديد من الثغرات، على رأسها الجانب الدفاعي. وتعتبر الهزيمة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد التي تجرعها النادي الكاتالوني أمام سيلتا فيغو على ملعب الأخير ليست بالشيء اليسير بالنسبة له فضلا عن أنه أهدى صدارة الدوري الاسباني «الليغا» لغريمه التاريخي ريال مدريد بعد أن قدم أداء باهتا وارتكب العديد من الأخطاء الدفاعية. وبطبيعة الحال، توجهت الأنظار ناحية الحارس الألماني مارك اندري تير شتيغن الذي طالب بدور أكبر مع برشلونة في بداية الموسم وحصل بالفعل على فرصته في ظل إصابة التشيلي كلاوديو برافو. وقالت صحيفة «سبورت» الاسبانية أمس (الخميس): «تير شتيغن يمر بأزمة ثقة وهذا واضح. يكفي التدليل على هذا بالنظر إلى وجوه زملائه عندما يستقبل أحد الأهداف. إنهم يشتاقون لبرافو». وبعيدا عن الأداء غير الطبيعي للحارس الألماني بالإضافة إلى الأخطاء الشخصية من بعض اللاعبين مثل جيرارد بيكيه وداني ألفيش، تشير الإحصاءات إلى وجود مشكلة أكثر عمقا تتعلق بالعمل الجماعي أكثر من تعلقها بالأخطاء الفردية. واستقبلت شباك بطل الليغا وكأس الملك 16 هدفا هذا الموسم بعد مرور 5 مراحل من البطولة الاسبانية ومباراتين في كأس السوبر الاسباني ومباراة أخرى في كأس السوبر الأوروبي. وعلى جانب آخر، حافظ برافو على نظافة شباكه لمدة 754 دقيقة في مستهل النسخة الماضية من الليغا الاسبانية عندما كان دفاع برشلونة يتمتع بلياقة فنية عالية. ويعتبر عدم التجانس نظرا للغياب المتكرر لبعض اللاعبين هو أهم المشكلات التي تواجه الدفاع الكاتالوني. وظل بيكيه بعيدا عن الملاعب لفترة امتدت لأربع مباريات في الليغا بسبب عقوبة الإيقاف، كما غاب أيضا داني ألفيش بسبب الإصابة بالإضافة إلى جوردي ألبا الذي كان يعاني من بعض المشاكل البدنية أيضا وتوماس فيرمايلين المصاب منذ فترة طويلة وسيرخي روبرتو الذي تخلى عن مركز الظهير ليلعب في وسط الميدان بديلا لرافينيا المصاب بقطع في الرباط الصليبي للركبة. ومن ناحية أخرى، تشير الإحصاءات التي سجلت عن أحدث مباراة سيلتا فيغو إلى أن برشلونة كان متراخيا وافتقد للصلابة والترابط في جميع الخطوط، وهو ما كان يحتاجه لممارسة طريقته الشهيرة في الضغط على الخصم. وبناء على ذلك، تمكن سيلتا من استعادة الكرة 63 مرة، مقابل 45 مرة فقط من جانب برشلونة، بالإضافة إلى أن الخط الهجومي لأصحاب الأرض استحوذ على الكرة 25 مرة مقابل 8 مرات فقط لثلاثي برشلونة ميسي ونيمار وسواريز. ومن المثير للانتباه أيضا افتقاد القدرة التهديفية لبرشلونة تأثيرها المعهود إذ لم يحقق الفريق الكاتالوني الفوز هذا الموسم بأكثر من هدف سوى في مباراته أمام ليفانتي المتواضع يوم السبت الماضي بنتيجة 4/1. وفيما يبحث لويس انريكي عن حلول، تحدد موعد عودة برافو لحراسة مرمى برشلونة من جديد في 3 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل أمام اشبيلية، إذ أنه يخوض المرحلة الأخيرة من فترة التعافي من إصابة عضلية وهي التي أبعدته عن المباريات منذ 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، بيد أن مشاكل برشلونة لا تتجسد في لاعب واحد فقط.
مشاركة :