العلاقات المغربية السعودية تستعيد زخمها

  • 4/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - عكس التواصل بين وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة والسعودي الأمير فيصل بن فرحان عودة الدفء إلى العلاقات بين الرباط والرياض بعد فترة “جمود” حسب تعبير المراقبين. وأجرى الأمير فيصل بن فرحان مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة حيث جرت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وعبّر الوزيران، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية أمس الثلاثاء، عن “الاعتزاز بعلاقات الشراكة والتعاون الراسخة بين المملكة المغربية والمملكة السعودية، وسعيهما لمواصلة تطوير هذه العلاقات والرقي بها إلى مستويات أعلى”. واتفقا على “دعوة القطاعات المعنية في البلدين إلى تنظيم اللقاءات المشتركة في أفق التحضير لأشغال الدورة القادمة للجنة المشتركة”. وأكد الوزيران على “تشبث بلديهما باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وضرورة إعلاء الحلول السلمية للقضايا العربية، ووقف أي تدخلات أجنبية في شؤون الدول العربية”. وجدد وزير الخارجية المغربي التأكيد على “التضامن المطلق للمملكة المغربية ووقوفها الدائم مع المملكة السعودية الشقيقة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها ولمبادرتها لحل الأزمة في اليمن”. وبدوره، أكد الأمير فيصل “موقف بلاده الثابت والمبدئي من وحدة المغرب الترابية ودعمها الموصول لمغربية الصحراء، وتأكيدها على أن أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لا يمكن أن يتم إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها”. ويعكس هذا التأكيد استمرار المغرب في نجاحاته الدبلوماسية في ملف الصحراء حيث تواصل الرباط حشد دعم العواصم الأفريقية والعربية والدولية لدعم سيادته على صحرائه، وهو ما كرس دينامية دبلوماسية قوية في الأقاليم الجنوبية للمملكة بفتح العديد من الدول قنصليات لها في تلك المناطق في سياق “دبلوماسية القنصليات” التي تبناها العاهل المغربي الملك محمد السادس. ولم يفوّت الوزيران فرصةَ بحثِ تطورات النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة في ظل المواجهات التي شهدتها القدس مؤخرا، حيث أعرب الطرفان عن “تضامن بلديهما الثابت مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة، وتأكيدهما على ضرورة عدم المساس بالخصوصية الدينية المتعددة لمدينة القدس والحفاظ على وضعها القانوني”. وأكدا على “ضرورة تكثيف الجهود من أجل تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العملية السلمية، وإعادة إطلاق دينامية جديدة تمكن من استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي”. ويُبرز اتصال الأمير فيصل وبوريطة، الذي جاء بعد فترة يقول مراقبون إنها اتسمت بالبرود في العلاقات بين الرباط والرياض، عمق ومتانة التحالف التقليدي بين المغرب والسعودية. وكان المغرب من أوائل المساهمين في دعم السعودية في مواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن وأرسل طائرات مقاتلة من طراز أف – 16 شاركت بشكل فعّال في العمليات الحربية. ويرى مراقبون أن هناك العديد من الاعتبارات، التي من بينها الانسجام في المواقف، التي تُبقي على متانة العلاقات بين المغرب والسعودية. وتُعد العلاقات بين المغرب وإيران متوترة للغاية بسبب دعم طهران لأجندات جبهة البوليساريو الانفصالية التي تخوض نزاعا مع المغرب بسبب صحرائه، وهو ما يجد صداه لدى السعودية التي رحبت في وقت سابق ودعمت قطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في العام 2018. ويُعد المغرب شريكا اقتصاديا موثوقا به لدى السعودية رغم اختلاف المواقف من بعض القضايا أحيانا حيث وقفت الرباط موقف المحايد تجاه أزمة الخليج في عام 2017 عندما بادرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر. ويرى مراقبون أن العلاقات المغربية السعودية استعادت زخمها الطبيعي مع التقدم المحرز في المصالحة الخليجية التي تم الإعلان عنها في 5 يناير الماضي في البيان الختامي لقمّة العلا.

مشاركة :