ليالي القاهرة|| قاهرة المعز.. كنوز الفاطميين النادرة (3)

  • 4/29/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتفرد مدينة القاهرة بسحر خاص، تجذب إليها القلوب قبل العيون، عجز المؤخرون والمستشرقون على وصفها، فكل من يأتى إليها يأبى الرحيل، وكأنها “النداهة” التى تشدو بصوتها العذب لتجذب إليها كل من تخطو قدمه عليها، فهى مزيج من العبقرية والجنون، أما لياليها فلها مذاق خاص، التجوال في شوارعها حتى مطلع الفجر، فهى المدينة التى لا تنام. وعلى مدى شهر رمضان المبارك سنروى حكاية تلك المدينة الساحرة، أم المدن، «القاهرة» سنتحدث عن مساجدها، وكنائسها ومبانيها، وحكايات أشخاص عاشوا فيها، وغزاه وأحباب سنروى حكايتها منذ نشأتها. عندما أقدم العالم الصينى "شاويوكو" على وصف مصر وقاهرتها فقد ذكر أنها:" مركزًا خطيرً الشأن للتجارة مع البلاد الأجنبية، وأن ملكها كان يلبس عمامة من الديباج والقطن الأجنبى، وكان في كل هلال جديد وفي تمام كل قمر يضع على رأسه غطاءً مسطحًا من الذهب الخالص مثمن الجوانب ومرصعًا بأثمن الجواهر، وكان ثوبة من السندس، وله منطقة من حجر اليشب وأحذية من الهذب، وكانت الدعائم في قصره من العقيق، والجدران من الرخام، والقراميد من البلور الحجري، والستر والأغطية من الديباج المنسوجة فيه الرسوم الفاخرة بشتى الألوان وبخيوط الذهب والحرير، أما العرش فكان مرصع بالدر والجواهر الثمينة وعتباته مغطاة بالذهب الخالص، بينما كانت كل الأواني والأدوات التي تحيط بالعرض من الهذب أو الفضة، وكان الحاجز الموضوع بجواره مرصعًا بالدر النفيس، وفي المواسم والحفلات العظيمة بالبلاط كان الملك يجلس خلف هذا الحاجز، وعلى جانبيه وزراؤه وهم يحملون الدرق الذهبية وعلى رؤوسهم الخوذ المصنوع من الذهب، وفى أيديهم السيوف الثمينة" فهكذا كانت صور القاهرة ولياليها في عيون المؤرخين والعلماء وما كانت تحمله قصور المعز من خزائن مليئة بالنفائس والدرر التى لا مثيل لها على الإطلاق، فكان الفاطميون يتبعون سياسة الأبهة والجلال والذى تميز به حكمهم وساعدهم على ذلك ما كانت تحمله مصر من ثورات، فكانوا يهتمون باختيار أجمل الفرش وأثمنها وأبدع الستور وأغلاها لقاعات قصورهم لاسيما قاعة الذهب التى أسهها العزيز ليجتمع فيها مجلس الملك. فكانت قصور الفاطميون مليئة بالكنوز والتى ذكرنا بعضها في الحلقات السابقة، ولعل أكثر الكنز ندرة هو بعض السجاجيد والفرش والستور المطرزة بالذهب والفضة، والتى تم زخرفتها بأروع الزخارف والنقوش، ومن بين تلك الستور التى كانت منسوجة بالهذب ومرسوم عليها صور الدول وملوكها وأهم المشاهير، وكانت هناك قطة نادرة كانت عبارة عن مقطع من الحرير الأزرق غريب الصنعة والمنسوج بالذهب وكانت فيه سور أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها وطرقها، وفيه صورة مكة والمدينة ومكتوب على كل مدينة وجبل وبلد ونهر وطريق اسمها بالذهب أو الفضة أو الحرير وكان في نهاية المقطع عبارة «مما أمر بعمله المعز لدين الله شوقًا إلى حرم الله وإشهارًا لمعالم رسول الله في سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة». كما كان من ضمن كنوز الفاطميون هو السيف الذى أطلق عليه "ذى الفقار" وهو السيف المشهور الذى غنمه النبى "صلي الله عليه وسلم" في غزوة بدر بعد أن كان ملكًا لعربى من المشركين اسمه "منبه بن الحجاج"، وقد ذاع صيت هذا السيف حتى كان يذكر في الأمثال بـ "لا سيف إلا ذو الفقار» وهى العبارة التى نراها منقوشة على السيوف الأثرية، وقد آل هذا السيف إلى على بن أبي طالب بعد وفاة النبى "صلى اله عليه وسلم" ثم على الخلفاء العباسيين من بعده.

مشاركة :