تظلُ دعواتنا لبعضنا فِي العيِد تُراقِصُ النجوم وتغّنج القمر في مدارات الكون، وماذا عسانا أن نفعل لأعياد المسلمين الناقص فرحها، والمغلوبة على أمرها في العيش الخشن المجبرة عليه، ففي العيد لا أحب أن أفقد الدّهشة.. ففِعلُ الدّهشَة يقف مُعتصِمَا أحَياناً، مُحتّجاً على الأفهام، ويخلّف وراءه رمَاد مِنْ مَلل. *وحشية: في كتاب «الكأس المقدسة وحد السكين» للكاتبة ريان ايسلر، تتساءل ريان: لماذا يقتل الإنسان أخاه الإنسان ويضطهد البعض البعض الآخر؟ لماذا يمتلئ العالم بأعمال يرتكبها الإنسان ضد الإنسان، سواء كان رجلاً أم امرأة؟ كيف يمكن للإنسان أن يتصرف بمثل هذه الوحشية ضد إنسان من جنسه؟ ما الذي يجعل بني البشر يميلون تاريخياً نحو القسوة بدلاً من الرحمة؟ هل تعلمين يا ريان أنني كنت أتساءل مثل هذه التساؤلات وأكثر..؟ كنت أبحث عن شكل آخر للإنسان، أبحث عن الصدق المفقود، عن وفاء ارتحل، عن ممكن ومستحيل في بيادر العقول الإنسانية، ألم يناضل ذاك الرمز الذي أعشق تفاصيله «تشي غيفارا» الثائر على الظلم، وقال كلماته المأثورة «إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وظني» ما أجمل قضيتك النبيلة يا تشي..! *مهرجانات الدم: لا زلنا نتساءل متى يتوقف مهرجان الدم المَسكوب؟ ومتى نأخذ جُرعَات مُهدئة مِن الطَمأنينةِ، هذا اليوم لدي رغبة جامحة بالكتابة عن تلك القضية التي نسيناها أو أنسانا إياها شياطين البشر، أذكر أنني قرأت أن الروائي غابرييل ماركيز رفض جائزة نوبل، فقد أعلن خجله من حمل جائزة نوبل في الأدب والتي فاز بها عام (1982م) لأن هناك من يحملها من مرتكبي المجازر في فلسطين ولبنان، قدم بياناً مثيراً وجريئاً، حيث طالب المثقفين العرب أن يكون لديهم موقف إزاء القضية الفلسطينية، فعلاً ماذا قدم مثقفونا وكل من تباكى على القضية الفلسطينية، ربما يا سيد ماركيز مثقفونا لديهم «متلازمة شلالات نياغرا»، فإنك وأنت تندفع في النهر مركزاً على الصخرة التالية التي قد ترتطم بها، فإنك لا ترى أو لا تستطيع أن ترى ما ينتظرك بما يكفي من الوضوح بحيث تستطيع تجنب الشلالات التي تفاجأ بها، مصابون بالتفكير قصير الأجل، فغياب الوحدة تجعل الأمر أسوأ، والحلول قصيرة الأجل تؤدي إلى مشاكل طويلة الأجل، أما القضية الفلسطينية فأصبحت تفرقهم لا تجمعهم، لقد اتخذت موقفاً شجاعاً وسط هذا العالم الغائب والمغيب، هذا العالم الذي يأتي كل يوم ببدعة جديدة، واكتشاف علمي مذهل، حركات فكرية وإيديولوجيات مختلفة، نحن نعيش في حرب ثقافية متصاعدة نتجت عن تصادم ثقافات عدة مع الأفكار الشائعة، والأكيد أننا لازلنا نعيش في أمية ثقافية..! *باب الأسئلة: أرغب دائماً في أن أطرح عروض الباوربوينت جانباً لأنظر أبعد من الشبكات وبطاقات النتائج والمصفوفات من أجل أن أواجه قدرتي على التفكير بقصد مخطط له، حيث إني مؤمنة أن روح التفكير هي قدرة توقظها وتحركها شهية بشرية مكتوبة بخط غير واضح على شهادات ميلادنا، لذلك أجدني أقف عند باب الأسئلة المغلق وأتساءل أين مفتاح الجواب؟.
مشاركة :