وارسو - اكتشف علماء من بولندا في اختراق علمي في عالم الآثار أول مومياء مصرية حامل في العالم، وأطلقوا عليها لقب "السيدة الغامضة". والمومياء عبارة عن جسد أو جثة محفوظة بهدف حمايتها من التحلل بواسطة مادة ما، وكان المصريون القدماء يستخدمون الخل والملح للتحنيط وكانوا ينزعون جميع أعضاء الجثة إما بطرق طبيعية أو اصطناعية وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام او التبريد الشديد. وترتبط المومياوات في المخيال الشعبي بالأساطير، الا انها تفتح المجال امام اكتشافات عديدة وهامة تساهم في خدمة البشرية والتعرف على التاريخ والماضي وحتى استشراف المستقبل. واكتشف باحثون بولنديون أول مومياء لسيدة حامل أثناء فحصهم مومياء مصرية قديمة، وكانوا يعتقدون أنها تنتمي لصنف الذكور. واعتقد الباحثون في البداية أن المومياء كانت لكاهن لكن مع اجراء المزيد من الدراسات بالاعتماد على التصوير المقطعي والأشعة السينية والتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد تبين لهم انها أنثى وتحمل جنينا في بطنها مما اثار اندهاشهم وحتى صدمتهم. وتفاجأ العلماء بالعثور على بقايا جنين في بطن المومياء عمرها أكثر من 2000 سنة. قالت مارزينا أوزاريك-زيلك، عالمة الأنثروبولوجيا وعالمة الآثار، "اكتشفنا أنها امرأة حامل، وعندما رأينا القدم الصغيرة ثم اليد الصغيرة للجنين، شعرنا بالصدمة حقاً". وفقاً لتقديرات العلماء، يتراوح عمر المرأة بين 20 و30 عاماً، وقالوا إن حجم جمجمة الطفل يشير إلى أنها كانت في الأسبوع 26 إلى 28 من الحمل. واعتبر الباحثون ان اكتشافهم الهام يعتبر مفاجأة سارة ويمهد الطريق امام اجراء المزيد من الدراسات حول الحمل في العصور القديمة واكتشاف مضاعفاته وطرق علاجها. كما سيفتح الاكتشاف الجديد الباب أمام التعرف على تطور جهاز المناعة في العصور القديمة، وعلى آثار الإجراءات الطبية القديمة لإنقاذ الأم وطفلها. واختلفت طرق الولادة ووسائلها ونسبة نجاحها مع اختلاف العصور وتقدم التكنولوجيا والبحوث الطبية وأصبحت آمنة وسهلة مقارنة الماضي كما ان غزارة الدراسات والأبحاث والتجارب المرتبطة بالولادة في العصر الحديث أدت الى ظهور اكتشافات علمية غيرت وجه البشرية ومصير نساء فقدن الأمل في الانجاب. ويصر العلماء على فك لغز الولادة وتوصلت دراسة بريطانية مؤخر الى اكتشاف شكّل شهادة نادرة عن طرق الولادة في العصور الوسطى. وكشفت دراسة أجريت على "حزام ولادة" في انكلترا يعود إلى القرن الخامس عشر ويحمل أدلة بيولوجية داعمة طقوسا كانت تمارسها النساء بهدف حماية المرأة من الموت خلال وضعها الجنين. وبفضل تقنية دقيقة للتحليل الجزيئي الحيوي، تمكن فريق من الباحثين من "اكتشاف آثار عسل وحليب وبيض وحبوب وكذلك سوائل مهبلية، ما يشير بوضوح إلى استخدامه النشط أثناء الولادة" على ما قالت المعدّة الرئيسية للدراسة ساره فيديمينت من معهد ماكدونالد للآثار في جامعة كامبريدج. وقدم هذا الاكتشاف شهادة ملموسة قيمة وغير مألوفة على صحة النساء والقبالة في وقت كانت "تقارير الولادة مكتوبة من قبل الرجال".
مشاركة :