تواصل «الشرق الأوسط» اليوم، في الحلقة السابعة من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، نشر الرسائل المتبادلة بين الرئيسين الأسبقين العراقي صدام حسين والإيراني هاشمي رفسنجاني، قبل الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس (آب) في عام 1990 وبعده. بين الرسائل واحدة، بعث بها صدام لرفسنجاني في 14 أغسطس، قال فيها: «كبادرة حُسن نية، فإن انسحابنا من الحدود مع إيران سيبدأ اعتباراً من يوم الجمعة 17 أغسطس 1990. وسنسحب قواتنا التي تواجهكم على طول الحدود، بما يبقى على ما هو رمزي منها، مع حرس الحدود والشرطة فحسب». وزاد: «سيتم تبادل فوري وشامل لكل أسرى الحرب بكل أعدادهم المحتجزين في كل من العراق وإيران». وكان صدام كتب رسالة عشية اجتياح الكويت، عرض فيها مبادرة خطية لتحقيق «السلام الشامل»، وشكا من عدم موافقة رفسنجاني على استقبال مبعوث رئاسي عراقي. في المقابل، حرص الجانب الإيراني على الضغط لتعجيل تنفيذ بنود السلام، وحافظ على انتقاده للغزو العراقي للكويت، بل إن رفسنجاني استغرب حديث صدام عن «القومية العربية وانتقاده موقفنا الرافض لاحتلال الكويت». وفي 17 أغسطس، رد على صدام، قائلاً: «يُعتبر انسحاب قواتكم من الأراضي الإيرانية المحتلة دليلاً على صدقكم وجديتكم في طريق السلام، ونأمل مواصلة انسحاب قواتكم حسب الجدول الزمني المعلَن، واستمرار إطلاق سراح الأسرى بصورة أسرع». ويعلق خدام على هذه الرسائل بأن «الخلفية التي كانت وراء كتابتها من الجانب العراقي واضحة، والجانب الإيراني كان أيضاً واضحاً، إذ أراد تحقيق مكاسب، مستفيداً من ظروف العراق، وفي الوقت نفسه، حافظ على مواقفه السياسية، ولا سيما موقفه من قضية الكويت». ... المزيد
مشاركة :