أكد الكاتب والمؤرخ إبراهيم مفتاح أن تقرير الحالة الثقافية أثبت المرونة والفاعلية للقطاع الثقافي السعودي رغم الأزمة الاستثنائية لجائحة كورونا، وقال: على الرغم من الرغم من المتغيرات التي أحدثتها الجائحة من إرباك وخلل في توازن حياة شعوب العالم، فإن القطاع الثقافي بأجهزته ومنسوبيه ومبدعيه، خرج من إطار التركيز على الجائحة إلى النمو والازدهار الإنساني والحضاري، من خلال تفعيل المبادرات المعنية بالرقي بالثقافة المحلية وبالمجتمع، سواءً التي أقيمت على أرض الواقع مع الإجراءات الاحترازية، أو التي أقيمت افتراضيًا، الأمر الذي يعكس التعامل الرشيد في ظل هذا الوباء؛ لإبقاء الذهنية المجتمعية متفائلة وقادرة على التعامل الفعال مع مختلف الظروف متى توافرت لها الفرص.وأضاف: إن أثر التقرير سينعكس على حياة الأجيال القادمة، وسيكون مصدرًا يُلهمهم بأن الشأن الثقافي يمكن التعامل معه تحت كل الظروف والمتغيرات، لأن الثقافة تلعب دورًا محوريًا في التأثير على حياة الشعوب نحو الأفضل، لاسيما في الأوقات الصعبة، وبالتالي فإن وجود تقرير يوثق تلك التطورات الثقافية سيساعدهم مستقبلًا في التعامل مع مختلف الأزمات.وشدد على أن سمة الخوف التي تسبب بها الوباء أثّرت على شكل العلاقات الإنسانية، ما جعل الوزارة وهيئاتها تتحلى بالمسؤولية المجتمعية والحضارية، من خلال إطلاق المبادرات والفعاليات التي من شأنها إثراء المجتمع والمشهد الثقافي ضمن بيئة آمنة وذات حافزية كبيرة.وثمّن أستاذ اللسانيات الثقافية في جامعة الطائف د. خالد الغامدي، إطلاق وزارة الثقافة تقرير «الحالة الثقافية»، والذي تحدث عن واقع القطاع الثقافي المحلي في عام 2020، وفي فترة جائحة كورونا باعتبارها حدثًا استثنائيًا مؤثرًا في التوجه الثقافي والمعرفي، معتبرًا أن التقرير ضروري للتوسع الحضاري، وترسيخًا للحضور الثقافي عبر الأجيال، ومرجعية يستند القائمون عليها من أجل تطوير ونهضة النشاط الثقافي في المملكة.وأضاف: بلغ عدد صفحات التقرير ما يقارب ٣٠٠ صفحة، ويظهر فيه جهد رائع، منهجًا وتنفيذًا وإخراجًا، ففكرة التقرير الثقافي السنوي تشبه يوميات الفرد، لأن التقرير يوثق سنويّات المؤسسة التي تسجلها لتعود إليها بالذكرى والمراجعة والفائدة والبناء عليها، كما أن اليوميات الشخصية يكتبها الفرد للذكرى والعبرة والمتعة، فهذا التقرير مزدوج الفائدة، فهو سياسة وتخطيط وتطوير، وهو كذلك متعة وتوثيق وتاريخ.وأكد أن التقرير نص على أن غايته هي قياس الجانب الكمي من النشاط الثقافي، لكن لا مانع أن يذهب نحو الإسهام في خدمة الرؤية خدمة كاملة فاعلة، فمعلوم أن مقاصد الثقافة هي الأساس، واقترح تطوير صيغ أسئلة الاستبيانات؛ من أسئلة تكشف عن ظواهر نشاط الفرد من قبيل «هل» و«كم»، إلى أسئلة تستخرج دوافع الفرد في حضوره مسرحًا أو معرضًا، أو قراءته كتابًا ونحو ذلك، مثل «لماذا» و«كيف» و«ما رأيك».
مشاركة :