دخلت الكنيسة المصرية على خط نزاع «سد النهضة» الإثيوبي، وطالب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإيجاد «حل عادل» يضمن «الحق المائي للشعب المصري والشعب السوداني». وتتحسب مصر، وكذلك السودان، لتنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من تعبئة خزان السد في يوليو (تموز) المقبل. وتطالب دولتا مصب نهر النيل باتفاق قانوني ملزم ينظم قواعد تشغيل وملء السد، المقام على الرافد الرئيس للنهر، بما يمكّنهما من تجاوز الأضرار المتوقعة للسد، خاصة في أوقات الجفاف. وخلال عظته بقداس «عيد القيامة» في مقر الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة، مساء أول من أمس، قال البابا تواضروس: «مصر أعطت للنيل الحياة والعراقة، والكنيسة القبطية ككنيسة وطنية للدولة المصرية تدعم مصر في سعيها لإيجاد حل عادل لصالح المصريين والسودانيين». وتابع بقوله: «أود أن أشير إلى مقولة المؤرخ اليوناني هيرودوت (مصر هبة النيل)،... في الواقع مصر أعطت للنيل الحياة... أعطته معنى، منحته العراقة التي اكتسبها من حضارة المصريين، لم يعط أحد للنيل مثلما أعطت مصر والمصريون». وأبدى البابا تواضروس دعمه للسلطات المصرية في التعامل مع القضية، قائلاً: «ندعم القيادة السياسية في مساعيها لإيجاد حل شامل وعادل لمشكلة المياه، يضمن حق الشعب المصري وأشقائه الشعب السوداني في الحياة التي وهبها الله». وأردف: «ننظر إلى دولة إثيوبيا الشقيقة فنحن في قارة واحدة قارة أفريقيا، وندعو إثيوبيا حكومة وشعباً بدلاً من أي قلق أو صراع أو متاعب، إلى المشاركة والتعاون والتنمية لكي نعمل جميعاً ونحن أشقاء نهر النيل الخالد، ونعمل جميعاً من أجل هذه الشعوب جميعها التي عاشت على أرض أفريقيا مئات وآلاف السنين». وأضاف: «نصلي أن ينجح الله كل الجهود الطيبة الدبلوماسية والسياسية حتى لا نلجأ إلى أي جهود أخرى، ونصلي من أجل المسؤولين في هذا الأمر». وفشلت آخر جولة من المفاوضات، عقدت مطلع أبريل (نيسان) الماضي، في العاصمة الكونغولية كينشاسا، في التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن آلية ملء وتشغيل السد. وجددت إثيوبيا تأكيدها وعزمها استكمال بناء السد وتنفيذ عملية الملء، بصرف النظر عن استئناف المفاوضات. وقال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، أمس، إن سد النهضة «يقترب من الاكتمال». وأضاف أحمد في رسالة تهنئة للمسيحيين بعيد الفصح: «إثيوبيا تتطلع إلى الملء الثاني لبحيرة السد، بموعده المحدد في يوليو المقبل». وتابع في رسالته: «إثيوبيا تحتفل هذا العام بعيد الفصح في خضم الأمل والنضال، متطلعة إلى (سد) النهضة من جهة، والتصدي بكل جد لتجاوز التحديات من جهة أخرى». وأوضح أحمد: «نكافح مع الوقت والظروف لاتخاذ قرار وإكمال سدنا بنجاح»، مشيراً إلى أن «المنافسين لن يترددوا في إعاقة الطريق تجاه مسيرة التنمية في إثيوبيا». ومن المتوقع أن يثير الملء مزيداً من التصعيد، وسبق أن صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن المساس بحصة البلاد من مياه النيل «خط أحمر». من جهته، تقدم عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب المصري، ببيان عاجل بمجلس النواب لوزير الخارجية سامح شكري، بشأن «الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية للدفاع عن حقوق مصر وحق الرهبان المصريين في دير السلطان بالقدس الشريف». وأشار درويش إلى ما وصفه «استفزازات صادرة من الرهبان الإثيوبيين تجاه الرهبان المصريين بالقدس، ورفع العلم الإثيوبي على دير السلطان المملوك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية المقام على الأراضي المقدسة بالقدس، وسط تواطؤ وانحياز من شرطة الاحتلال». ولفت إلى المشاهد المروعة التي توثق تلك الاستفزازات والتواطؤ والتعدي على الرهبان المصريين والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الرهبان المصريون في دير السلطان، فوجئوا بقيام الرهبان الإثيوبيين بإقامة خيمة في ساحة الدير للاحتفال بعيد (القيامة المجيد) ووضع العلم الإثيوبي على الخيمة. وأثارت الواقعة غضب الرهبان المصريين وقاموا بإزالة الخيمة.
مشاركة :