محمد الذي يجيد التحدث باللغة العربية وصف أمه خلال انشغالها برمي الجمرات بالأنثى العظيمة، التي تولت رعاية ثلاثة أبناء وحدها ، منذ أن كانوا أطفالاً ، وحتى بلوغهم أشدهم، مستذكراً مداعبتها لهم في صغرهم وعراكهم البريء بعد قولها "من يستطيع الفوز منكم عندما تكبرون، بأخذي إلى الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة حاجةً ملبية"، مؤكداً أنه لن ينسى ابتسامتها بعد هذا القول، مؤكداً أنها ابتسامة تشبه هذه الابتسامة التي يراها اليوم لحظة تأديتها لمناسك حجها، وتزيد من عظمتها في عينه بإيثارها أبناءها الثلاثة على نفسها حتى في دعائها، طوال رحلتها الإيمانية بالمشاعر المقدسة، بالرزق والتوفيق والسعادة ورضى الله والغفران والجنة، مؤكداً أنها كانت كلما تذكرت نفسها رجت المولى عز وجل أن يتوفاها مؤمنة مستشهدة. وتابع محمد قائلاً "والدتي كانت حريصة على تعليمي وإخوتي اللغة العربية، كي نقرأ القرآن ونتدبر آياته ، وحتى تنعكس تعاليمه العظيمة على أخلاقنا وتعاملاتنا، مؤكداً أنها بذلت في سبيل تحقيق ذلك الهدف الكثير من التضحيات، فكان النتاج تحدثي العربية بطلاقة، وحفظي ولله الحمد لعشرين جزءاً من كتاب الله عز وجل ". وأكد عظيم فخره بتحقيق أمنيتها الوحيدة التي لا يتذكر أن تمنت في يومٍ غيرها، مشيراً إلى مداعبته لأمه منذ وصولهم إلى أم القرى، بأنه الفائز بين إخوته بمرافقتها للحج، مذكراً إياها بما بموقفٍ لن ينساه، عندما كانت تداعبه وإخوته في صغرهم بسؤالهم: "ترى من يستطيع منكم أخذي إلى مكة المكرمة للحج حين تصبحون رجالاً"، مبيناً أن ردة فعل الأم جراء دعابته تظهر في دموع الفرح التي تذرفها، ورفعها يديها إلى السماء داعية الله جل وعلا لي ولأخوتي بالسداد والتوفيق والرحمة والمغفرة والفوز بالجنة. // يتبع // 09:36 ت م NNNN تغريد
مشاركة :